للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الاحتكام إلى الموازين الشرعية قاعدة الحوار مع العقلانيين]

المقدم: منهم من حاول أن يستدل على مناهجه بأدلة شرعية هو يراها، كما في كتاب (الإسلام وأصول الحكم) وغيره، ويقول: كما أنكم -أيها العلماء- ألفتم فنحن ألفنا.

الشيخ: نحن نحكم الموازين الشرعية في هذا وذاك، والموازين الشرعية ليست قولي ولا قوله، إنما الموازين الشرعية هي مقررات الإسلام، فينبغي عليه أن يتعلم مقررات الإسلام، فإن خضع لها تحاكمنا إليها، وإن لم يخضع لها فمعنى ذلك أن نبحث عن الحد الأدنى لنتفق نحن وإياه عليه ثم نتدرج معه، وهذا يسمى أسلوب الحوار، ولذلك أرجو من الشباب من طلاب العلم الذين يدخلون في الحوار ألا يستعجلوا في الحوارات، بل ينبغي أن يعرفوا أسلوب الحوار والجدل وطريقته.

فلكل فئة من الناس أسلوب في الحوار، فهؤلاء العلمانيون واللبراليون ونحوهم من أصحاب هذا التوجه يحتاجون الآن إلى تخصص ينبري لهم، وقد ظهرت الآن دراسات جيدة ورسائل، ولكنها ما وصلت إلى حد وضع أساليب التطبيق بالشكل الكافي، فأنا أقول: يمكن أن نجيبهم على هذا فنقول: إلى أي شيء نحتكم؟ فسنأتي لهم بأولويات الإسلام، وبأوليات الثوابت، ونتدرج معهم، فما أقروا به نقف عنده، ثم نناقشهم على ضوئه، وإلا فسيبقى الكلام عائماً، وهذا عبارة عن ضياع للوقت فعندما يدعي أنه كذا وكذا ثم نأخذه بدعواه، فإننا نتحقق من دعواه، فهل دعواه صادقة، فإذا قال: أنا أحتكم للكتاب والسنة نقول: إذاً ما طريقة رجوعك إلى الكتاب والسنة؟ المقدم: كأنك تنادي -يا شيخ- بإيجاد دراسات وكتب تحاول أن تأخذ شبهات هؤلاء القوم وترد عليها بطريقة حوارية.

الشيخ: منهجية وعلمية، هذا الذي أرى أنه ملح الآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>