للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خطر التشبه بالكافرين وأهمية الانتباه لذلك]

والخلاصة: أن موضوع التشبه من أخطر وأهم الموضوعات التي ينبغي أن يعنى بها المسلمون؛ لأن المسلمين اليوم وقع كثير منهم في أشد أنواع التشبه وأعظمها على الدين، بل وقعوا فيما هو كفر وما هو ظلال وما هو شرك وما هو دون ذلك، وإن كان التشبه وقع فيه المسلمون قديماً لكنه لم يصل الأمر بالمسلمين كما وصل بهم الآن، فإنا نجد أن المسلمين الآن تبعاً لغيرهم في غالب الأمور إلا من عصمه الله.

فالمسلمون اليوم تبعاً للكفار في كثير من الأمور ليست تبعية جزئية في أمر من أمور العبادة أو خصلة من خصال العادات أو نحو ذلك، وإنما هي تبعية شاملة لأغلب مناحي الحياة في العقائد وفي التشريع، ومن ذلك القوانين الوضعية المستوردة، وفي الأحكام وفي التحاكم، ونجد أن كثيراً من المسلمين جماعات ودول يتحاكمون الآن إلى الدول والمنظمات الكافرة، كتحاكمهم بل أكثر من تحاكمهم إلى الله ورسوله.

وأيضاً ما هو من قبيل الأخلاق والسلوك والهدي الظاهر هذا مع الأسف وقع فيه كثير من المسلمين بل أصبحت بعض بلاد المسلمين السنة فيها هي الشاذة، وأخلاق الكافرين وعادتهم هي الأصل، وهذا أمر مدرك لدى الجميع، ونحن في هذه البلاد -بحمد الله- لا يزال ظاهر سلوك المسلمين على الإسلام، ولا تزال كثير من الأخلاق والعادات والأحكام والنظم على الإسلام ولا تزال كثير من الأخلاق والعادات والأحكام والنظم على الإسلام الظاهر، وهذه نعمة من الله تعالى يجب أن نحافظ عليها.

أخيراً: لا يسعني إلا أن أوصي نفسي وإخواني بتقوى الله سبحانه وتعالى والنصح للمسلمين، ومحاولة إخراجهم من هذا الوضع الذي هم فيه، والحفاظ على ما بقي عندنا في هذا البلد من أمور السنة الظاهرة، ومحاولة صد هذا التيار العارم الجارف من أحوال الكافرين وأعمالهم التي أصبحت تفد إلينا اختياراً أو إجباراً.

هذا وأسأل الله أن يحيينا مسلمين، وأن يميتنا مسلمين، وأن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، كما أسأله تعالى أن يجعلنا على الصراط المستقيم، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين.

وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>