للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خروجه عليه الصلاة والسلام إلى الشام في تجارة لخديجة ثم زواجه بها]

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ثم خرج ثانياً إلى الشام مع ميسرة غلام خديجة رضي الله عنها في تجارة لها قبل أن يتزوجها، حتى بلغ إلى سوق بصرى، فباع تجارته، فلما بلغ خمساً وعشرين سنة تزوج خديجة عليها السلام].

هذه هي الرحلة الثانية إلى الشام، وكانت كما ذكر المصنف مع ميسرة غلام خديجة، وهذه أحد الأسباب التي أرادها الله أن تقع حتى يتزوج صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد.

وخديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها وأرضاها لها خصائص لا يشاركها فيها أحد من أمهات المؤمنين، ولها خصيصة واحدة لا يشاركها فيها أحد من نساء العالمين.

من الخصائص التي لم يشاركها فيها أحد من أمهات المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها وهي حية، فلم يجمع بينها وبين أحد من النساء.

والثانية: أن الله رزقه منها الولد ولم يرزقه الولد من غيرها إلا ما كان من جاريته مارية أم إبراهيم، هذه الخصائص التي تفردت بها خديجة رضي الله تعالى عنها عن أمهات المؤمنين.

أما الخصيصة التي تفردت بها عن نساء العالمين أجمعين: أن الله جل وعلا بلغها سلامه مع جبريل عليه السلام، وهذه خصيصة لا يعلم أن أحداً من نساء العالمين نالها رضي الله تعالى عنها وأرضاها.

وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين أنه قال: (إني رزقت حبها) أي: حب خديجة رضي الله تعالى عنها وأرضاها.

<<  <  ج: ص:  >  >>