للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قابض الروح ونافخها]

والذي يكلف بنفخ الروح هو ملك، وكذلك الذي ينزعها ويقبضها ملك، إلا أن الأول الذي ينفخ الروح لم يذكر في القرآن أو في السنة أن له أعواناً، وأما الآخر -وهو ملك الموت- فقد جاء في القرآن والسنة ما يدل على أن له أعوانا، قال الله جل وعلا: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} [السجدة:١١]، وقال: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام:٦١]، فقوله سبحانه: {رُسُلُنَا} [الأنعام:٦١] دلالة جمع، وهو ملك له أعوان.

فهذا الجسد إذا قبضت منه الروح يصبح لا حراك به، ولذلك لا يضره شيء، ولذلك قالت أسماء بنت أبي بكر لـ عبد الله بن الزبير لما ذكر لها في حربه مع الحجاج أنه بلغه أن الحجاج يمثل بقتلاه، قالت: يا بني! وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها؟! لأن الجسد إذا خرجت منه الروح لا يضره شيء أياً كان، فهذا الجسد له عالم منفك عن عالم الروح، ثم تعود الروح فتتصل به في حياة البرزخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>