للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معنى الروح وذكر مستقر الأرواح]

المقدم: يقول عز من قائل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء:٨٥]، والمعروف أن سورة الإسراء مكية وهذا التساؤل كان في المدينة، فكيف تكون آية مدنية في سورة مكية؟ وما هي الروح؟ وأين مستقر الأرواح؟ الشيخ: نعم، جاء في البخاري عن ابن مسعود أن السؤال كان في المدينة.

لكن يجاب عنه بأن سورة الإسراء أكثرها مكي إلا هذه الآية لدلالة حديث البخاري أنها نزلت في المدينة، ومعلوم أن السور لم تكن تنزل جملة واحدة، إلا ما ذكر عن سورة الأنعام أنها نزلت جملة واحدة.

أما الروح فاختلف فيها.

اختلف أولاً في المقصود بالروح، فقيل إنه عيسى، وحجة من قال بهذا القول كلمة (وروح منه).

وقيل: إنه الوحي، كما في قوله: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشورى:٥٢].

وقيل: إنه جبريل: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر:٤].

لكن هذه الأقوال كلها بعيدة، والأصل صرفها إلى الروح المعروفة.

وقوله: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء:٨٥]، هذه من علم الغيب الذي استأثر الله جل وعلا به ولم يطلع عليه أحداً من الخلق.

أما مستقرها من حيث الجملة، فأرواح المؤمنين في عليين: {كَلا إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} [المطففين:١٨]، وأرواح الفجار في سجين: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ} [المطففين:٧]، وجاءت آثار صحيحة أن روح الشهيد في حواصل طير خضر تأوي إلى قناديل معلقة في ظل العرش في الجنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>