للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بيان ما بعثت له الرسل]

السؤال

كيف الجمع بين حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وبين قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:٣٦]، وغيرها من الآيات التي تبين أن الأنبياء والرسل إنما أرسلوا للدعوة للتوحيد وليعبد الله وحده؟

الجواب

ليس هناك تعارض؛ لأن من أعظم مكارم الأخلاق توحيد الله، فما بعث به النبيون عليهم الصلاة والسلام إنما هو عبادة الله واجتناب الطاغوت، وهذا من أعظم ما يجعل الإنسان ذا خلق كريم؛ لأن المشرك لا يقال له: ذا خلق كريم إلا مخصوص، فيقال: كريم، ويقال: سخي، ونحو ذلك، لكن ما يقال: إنه ذو خلق كريم، لذلك قال الله جل وعلا في وصف نبيه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:٤]، وأعظم خلق تحلى به النبي صلى الله عليه وسلم هو توحيده لربه.

لكن عندما نقول: إن الله ذكر أنه بعث الأنبياء لاجتناب الطاغوت عبادته وحده، فهذا خاص، لكن حديث: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) عام، وأول ما يندرج فيه عبادة الله جل وعلا وحده.

<<  <  ج: ص:  >  >>