للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سبب نزول قوله تعالى: (ويسألونك عن الروح)]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شعار ودثار ولواء أهل التقوى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره، واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها الإخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا لقاء متجدد مع برنامج لطائف المعارف، وقد تبين مما سلف أن كل حلقة تحمل عنواناً نأخذ من خلاله بنظرة موسوعية ما يمكن أن نلتقطه من هنا وهناك، من وقفات إيمانية أو تاريخية أو معرفية أو غير ذلك مما يتسنى ويفتح الله في الحديث عنه.

لقاؤنا اليوم يحمل عنوان قول الله جل وعلا: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} [الإسراء:٨٥]، هذه الآية ذكر أهل العلم من المفسرين أن سبب نزولها هو ما حكاه عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وأرضاه بقوله: (مر صلوات الله وسلامه عليه على نفر من يهود فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح.

فقال بعضهم: لا تسألوه -فأجمعوا أمرهم أن يسألوه- فقالوا: يا أبا القاسم)، وهم لا ينادونه بلفظ النبوة؛ لأنهم -أبعدهم الله- لا يقرون بنبوته، فقالوا: (ما الروح؟ فاتكأ صلى الله عليه وسلم على عسيب نخل، قال ابن مسعود: فعلمت أنه يوحى إليه ثم تلا: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء:٨٥]).

ومعنى قول الله جل وعلا: {مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء:٨٥]، أي: من العلم الذي اختص الله جل وعلا به نفسه، فلم يكل هذا العلم أو الأمر لأحد لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل، هذا معنى قول الله تعالى: {مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء:٨٥].

فإن سألت ما معنى الروح؟ ف

الجواب

الروح مخلوق من مخلوقات الله، أودعها الله جل وعلا الجسد، فالبروح والجسد تدب الحياة.

<<  <  ج: ص:  >  >>