للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشمس تحبس لنبي من أنبياء الله]

الشمس حبسها الله جل وعلا لنبي يقال له: يوشع بن نون، ويوشع بن نون هو فتى موسى الذي ورد ذكره في قول الله جل وعلا: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} [الكهف:٦٠]، وقد حكم بني إسرائيل قبله.

ومن المعلوم أن الله جل وعلا أمر بني إسرائيل بالدخول على الجبارين فامتنعوا، فحكم الله جل وعلا عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض، وفي خلال الأربعين سنة هذه مات هارون أولاً ثم مات موسى، ثم حكم وساس بني إسرائيل بعد موسى وهارون يوشع بن نون عليه السلام، فحارب الجبارين، وكانت اليهود تعظم يوم السبت وتجعله إجازة أي: لا يقاتلون يوم السبت، فلما كان مساء الجمعة، وكادت الشمس أن تغيب، فإذا غابت وهو لم تفتح له البلدة اضطر إلى أن يقاتل يوم السبت، ولا قتال عندهم يوم السبت، فقال يخاطب الشمس: إنك مأمورة وإنني مأمور، أي: أنت مأمورة بأن تغيبي، وأنا مأمور أن أفتح هذه البلدة وأقود هذه الجيوش، اللهم احبسها عني، فحبس الله عنه الشمس، وأخر غروبها تكرمة له، هذا مما أتاه الله جل وعلا بعض أنبيائه، ولهذا قال شوقي: قفي يا أخت يوشع خبرينا أحاديث القرون الغابرينا فأخت يوشع في مصطلح شوقي مبني على خلفية ثقافية تاريخية هي الشمس، حبسها الله جل وعلا ليوشع بن نون، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا أبا ذر! أتدري أين تذهب الشمس؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تأتي فتسجد تحت العرش، ثم تستأذن ربها فيأذن لها، حتى يأتي يوم لا يأذن الله لها، فيقول: ارجعي من حيث غبت)، فتخرج على الناس من المغرب، وهذا معنى قول الله: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} [الأنعام:١٥٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>