للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خطبة المسجد الحرام - ١١ محرم ١٤٣٢ - الزهد في الدنيا - الشيخ صالح بن حميد

الخطبة الأولى

الحمد لله، الحمد لله الذي تفرَّد بالخلق والتدبير، وتصرَّف بالحكمة البالغة وبديع التقدير، لا يعزُب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء وهو اللطيف الخبير، أحمده - سبحانه - وأشكره توالَت علينا نعماؤه، وترادَفَت آلاؤه، وهو نعم المولى ونعم النصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تنزَّه عن التشبيه وتقدَّس عن النظير، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله جاء بملَّةٍ حنيفية وشريعةٍ بيضاء نقية فهو السراج المنير، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله السادة ذوي القدر العليِّ وأصحابه الكرام ذوي الشرف الكبير، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وعلى نهج الحق والهدى يسير.

أما بعد:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله - رحمكم الله -، واجعلوا مراقبتكم لمن لا يغيب عنكم نظره، وشكركم لمن تترادف عليكم نعمه، وخضوعكم لمن لا تخرجون عن ملكه وسلطانه، ما شغل عن الله فهو شُؤم، والتُّؤَدة خيرٌ إلا في أمر الآخرة، وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى [طه: ٨٤].

توبوا من المعاصي، واستعِدُّوا ليومٍ يُؤخَذ فيه بالأقدام والنواصي، بضاعة الأقوياء العمل، وبضاعة الضعفاء الأماني، وإخوان السوء كالنار يُحرِق بعضها بعضًا، وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ [الزخرف: ٣٧].

معاشر المسلمين:

ها أنتم في مُقتبل عامٍ هجريٍّ جديد جعله الله عام خيرٍ وبركةٍ وأمنٍ وأمان، وجمع فيه كلمة المسلمين على الحق، وأعزَّ فيه الحق وأهله، ونصر الحق وأولياءه، تُستعذَب فيه المحاسبة، وتُستحسَن فيه وقفات التأمل والاعتبار، إن في قوارع الدهر العِبَرا، وإن في حوادث الأيام لمُزدَجرا، مرور الليالي والأيام يُخرِّب عامرا ويعمُر القفرا، فاحذروا الزخارف المُضِلَّة، والفرص تفوت، والأجل موقوت، والإقامة محدودة، والأيام معدودة، وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون: ١١].

أيها المسلمون:

وحديثُ الزهد ليس تزهيدًا في العمل ولا في عمارة الأرض، ذلكم أن الصلاح الإنساني - رحمكم الله - ينبُع من أعماق النفوس والقلوب التي في الصدور، تزكو القلوب بالإيمان وأنوار القرآن، وتتطهَّر النفوس بالطيب من القول الصالح من العمل، والحسن من الخلق، مصدر النعيم الأكبر في الدنيا قلبٌ خالَطَته بشاشة الإيمان، نعيمٌ يُغني عن كل نعيم.

حتى قال بعض السلف: "إنه لتمرُّ بي أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب".

معاشر المسلمين:

عالم اليوم يعيش أزمات فكرية كما يعيش مشكلاتٍ أسرية، ومُختنقات مالية، وعلاقة الإنسان في ديننا في هذا الدنيا عمل وتسخير، وبناءٌ وتعمير، وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ [الجاثية: ١٣]، هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا [البقرة: ٢٩].

كما أنها في ذات الوقت علاقة ابتلاء واختبار، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك: ٢]، وغاية ذلك كله: تحقيق العبادة لله - عز وجل -، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: ٥٦]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: ٢١].

والمسلمون في عباداتهم يجمعون بين تحقيق العبودية لله وتوحيد والإخلاص له وبين شهود المنافع وابتغاء فضل الله؛ ففي الصلاة وهي التي مُقدِّماتها طهارة في البدن، وطهارة في الثوب، وطهارة في البقعة، يقول الله - عز وجل -: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الجمعة: ١٠]، في الحج: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ [البقرة: ١٩٧]، يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [الحج: ٢٧]، وفي عموم الطاعات: وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [المزمل: ٢٠].

والممدوحون في كتاب الله - عز وجل - من عمَّار البيوت أهل بيع وتجارة، ولكن لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ [النور: ٣٧].

من هذه المُنطلقات والبواعث أيها المسلمون -، ومن هذه الحِكَم والأحكام والربط بين الدين والدنيا، وعمل القلب وعمارة الأرض يستبين طريق الترقِّي في مدارج الكمال المنشود، وروافد الطُّهر المُبتغى الذي يحفظ الحياة ويصونها، ويُربِّي النفس ويُعلي قدرها، وينشر الطمأنينة ويُحقِّق الرضا.

معاشر الأحبة:

وهذا مزيد إيضاح وبسط لارتباط الدين بالدنيا، والعبادة بالعمارة، والزهد بالجد، والقناعة بالكد، وأنتم في مُقتبل هذا العام، يقول علي - رضي الله عنه - في وصف الدنيا وبيان حالها: "دار صدقٍ لمن صدقها، ودار عاقبةٍ لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزوَّد فيها، مسجد أحباء الله، ومهبط وحيه، ومُصلَّى ملائكته، ومُتَّجر أوليائه، اكتسَبوا فيها الرحمة، ورجَوا فيها الجنة، فمن ذا يذمُّ الدنيا وقد آذنَت في فراقها، ونادَت بعيبها، ونعَت نفسها وأهلها، فمثَّلَت ببلائها البلاء، وشوَّقَت بسرورها السرور، فذمَّها قومٌ عند الندامة، وحمِدها آخرون فصدقوا، وذكَّرتهم فذكروا".

ويقول أبو سليمان الداراني: "الدنيا حجابٌ عن الله لأعدائه، ومطيةٌ مُوصِلة لأوليائه، فسبحان من جعل شيئًا واحدًا سببًا للاتصال والانقطاع".

وجاء في الحديث مرفوعًا وموقوفًا عن أحمد والترمذي وابن ماجه: «الزَّهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن الزَّهادة في الدنيا ألا تكون بما في يديك أوثق مما في يد الله، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أُصِبت بها أرغب فيها لو أنها بقيت لك، وأشد رجاءً لأجرها وذُخرها من إياها لو بقيت لك، وأن يكون مادحُك وذامُّك في الحق سواء».

وهذه كلها - رحمكم الله - من أعمال القلوب لا من أعمال الجوارح، فافقهوا وتأمَّلوا.

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا: «من سرَّه أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده»؛ أخرجه الحاكم والبيهقي.

عباد الله:

الزهد في الدنيا يكون في ستة أشياء: في النفس، والناس، والصورة، والمال، والرئاسة، وكل ما دون الله.

يقول ابن القيم - رحمه الله - مُعلِّقًا على ذلك: "وليس المراد رفضها، فقد كان داود وسليمان - عليهما السلام - من أزهد أهل زمانهما، ولهما من الملك والمال والنساء ما لهما، وكان نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - من أزهد البشر على الإطلاق، وقدوة الزاهدين، وكان يأكل اللحم والحلوى والعسل ويحب النساء والطيب والثياب الحسنة، وكان علي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف والزبير وعثمان بن عفان - رضي الله عنهم أجمعين - من الزُّهاد على ما كان لهم من الأموال الكثيرة، وقد قيل للإمام أحمد: أيكون الرجل زاهدًا ومعه ألف دينار؟ قال: نعم، على ألا يفرح إذا زادَت، ولا يحزن إذا نقَصَت، قال - رحمه الله -: ولقد كان الصحابة أزهد الأمة مع ما عندهم من الأموال".

وفي عبارةٍ لسفيان الثوري - رحمه الله -: أيكون الرجل زاهدًا وله مال؟ قال: "نعم، إذا كان إذا ابتُلِي صبر، وإذا أُعطِي شكر"، وفي عبارةٍ أخرى له: "الزاهد إذا أنعم الله عليه نعمةً فشكرها، وإذا ابتُلِي ببليَّةٍ فصبر عليها، فذلك الزاهد".

ويقول العلامة المُناوي - رحمه الله -: "ليس الزهد تجنُّب المال؛ بل تساوي وجوده وعدمه، وعدم تعلُّق القلب إليه، فإن الدنيا لا تُذمُّ لذاتها، فإنها مزرعة الآخرة، فمن أخذها مُراعيًا قوانين الشرع أعانَته على آخرته". قال: "فلا تتركها، فإن الآخرة لا تُنال إلا بها".

ولهذا قال الحسن: "ليس من حبِّك للدنيا طلبُك ما يُصلِحك بها، ومن زُهدك فيها تركك الحاجة يسدُّك عنك تركها".

وقال سعيد بن جبير: " مَتَاعُ الْغُرُورِ [آل عمران: ١٨٥] ما يُلهيك عن طلب الآخرة، وما لم يُلهِك فليس بمتاع الغرور، ولكنه متاع بلاغٍ إلى ما هو خيرٌ منه".

عباد الله:

من حقَّق اليقين وثِق بالله في أموره كلها، ورضِي بتدبيره، ولم يتعلَّق بمخلوقٍ لا خوفًا ولا رجاءً، وطلَبَ الدنيا بأسبابها المشروعة، ومن رُزِق اليقين لم يُرضِ الناس بسخط الله، ولم يحمدهم على رزق الله، ولم يذمَّهم على ما لم يُؤتِه الله، وقد علِم أن رزق الله لا يجُرُّه حرصُ حريص، ولا ترُدُّه كراهية كارهٍ، فكفى باليقين غنى، ومن غنِيَ قلبه غنِيَن يداه، ومن افتقَرَ قلبه لم ينفعه غناه، والقناعة لا تمنع ما كُتِب، والحِرص والطمع لا يجلبُ ما لم يُكتَب، وما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك، وليخلُ قلبُك مما خلَت منه يداك.

وبعد، أيها المسلمون:

من اعتمد على الله كفاه، ومن سأله أعطاه، ومن استغنى به أغناه، والقناعة كنزٌ لا يفنى، والرضا مالٌ لا ينفَد، وقليلٌ يكفي خيرٌ من كثيرٍ يُلهِي، والبرُّ لا يبلى، والإثم لا يُنسى، والديَّان لا يموت، وكمال الرجل أن يستوي قلبُه في المنع والعطاء، والقوة والضعف، والعز والذل، وأطول الناس غمًّا الحسود، وأهناهم عيشًا القنوع، والحرُّ الكريم يخرج من الدنيا قبل أن يُخرَج منها، وطول الأمل يُنسي الآخرة، وإذا ما سألتَ عن البركة وصالح الثمرة، أو سألتَ عن ضياع الحقوق وانتشار الفسوق فانظر الناس وافحصهم في القناعة وسلامة الصدر وترك ما يريب، وتجنُّب ما يعيب.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [القصص: ٧٧].

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله، الحمد لله على ما ستر من العيوب، والشكر له على ما كشف من الكروب، وأتوب إليه وأستغفره وهو غفَّار الذنوب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له علاَّم الغيوب، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله كشف به ربُّه الغمَّة ودفع الخطوب، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما أشرقَت شمسٌ وآذنَت للغروب، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، عباد الله:

من عظُمَت الدنيا في عينه أحبَّ المدح وكرِه الذمَّ، وربما حمله ذلك على ترك كثيرٍ من الحق خشية الذم، والإقدام على شيءٍ من الباطل ابتغاء المدح، فهو كاسبٌ لغيره، ساعٍ لقاعد، جائعٌ لواجِد، فقرُه بلُؤم طبعه، وفرَط شرَهه، وإشراف نفسه، لا ينتفع بشيء، ولا يستريخ من تعب، كم من غنيٍّ كثير المال تحسبُه فقيرًا مُعدَمًا نفسُه صغيرة ووجهُه عابس ترهقُه قترة، حريصٌ على ما في يديه، طامعٌ فيما لا يقدِ عليه.

يقول بعض العلماء: "لقد جهل قومٌ فظنُّوا أن الزهد تجنُّب الحلال، فاعتَزلوا الناس، وضيَّعوا الحقوق، وجفَوا الأنام، واكفهرَّت وجوههم، ولم يعلموا أن الزهد في القلب، وأن أصله: انصراف الشهوة القلبية، فلما اعتزلوها بالجوارح ظنُّوا أنهم استكملوا الزهد، والقلب المُعلَّق بالشهوات لا يتمُّ له زهدٌ ولا ورع".

ألا فاتقوا الله - رحمكم الله -، وخُذوا من صحتكم لمرضكم، ومن حياتكم لموتكم، ومن غناكم لفقركم، ومن قوتكم لضعفكم، ونعم المال الصالح للرجل الصالح، والغِنى غِنى النفس لا عن كثرة العَرَض.

ثم أكثِروا من الصلاة والسلام على سيد الأنام في جميع الأوقات والأيام، واعلموا أن للصلاة عليه في هذا اليوم مزيَّةً وحكمة، فكل خيرٍ نالَتْه أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالَتْه على يده، فجمع الله لأمته به خيرَي الدنيا والآخرة، فأعظمُ كرامةٍ تحصُل لهم فإنما تحصُل يوم الجمعة، فإن فيه بعثَهم إلى منازلهم، وحضورهم مساكنهم في الجنة، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة، وهو يوم عيدٍ لهم في الدنيا، ولا يُردُّ فيه سائلُهم، وهذا كله إنما عُرِف وتحصَّل بسببه وعلى يده - عليه الصلاة والسلام -، فمن الشكر وأداء الحق: أن تُكثِروا من الصلاة والسلام عليه، كيف وقد أمركم ربكم بقوله - عزَّ شأنُه -: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: ٥٦]، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك نبينا محمد الحبيب المُصطفى، والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، واخذل الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الملة والدين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفِّق إمامنا ووليَّ أمرنا بتوفيقك، وأعِزَّه بطاعتك، وأعلِ به كلمتك، واجعله نصرةً للإسلام والمسلمين، واجمع به كلمة المسلمين على الحق والهدى يا رب العالمين.

اللهم وارفع البأس عنه، واكشف ضرَّه، وألبِسه لباس الصحة والعافية، اللهم ربَّ الناس؛ أذهِب عنه البأس، واشفِه أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤُك، شفاءً لا يُغادِر سقمًا، اللهمخ واجعل ما ألَمَّ به من عارِض رفعةً في درجاته، وتكفيرًا لسيئاته، اللهم وأعِده سالمًا غانمًا، صحيحًا مُعافى، بفضلك وجُودك يا أرحم الراحمين.

اللهم وفِّقه ونائبَيْه وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى، وخُذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهم وفِّق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وبسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -، واجعلهم رحمةً لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين.

اللهم وأبرِم لأمة الإسلام أمر رشدٍ يُعزُّ فيه أهل الطاعة، ويُهدَى فيه أهل المعصية، ويُؤمَر فيه بالمعروف، ويُنهَى فيه عن المنكر، إنك على كل شيء قدير.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموتَ راحةً لنا من كل شر، وأحسِن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجِرنا من خزي الدنيا، وعذاب الآخرة.

اللهم من أرادنا وأراد ديننا وديارنا وأمننا وأمتنا وولاة أمرنا وعلماءنا واجتماع كلمتنا بسوءٍ اللهم فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه يا رب العالمين.

اللهم عليك باليهود الغاصبين المُحتلين، فإنهم لا يُعجزونك، اللهم وأنزِل بهم بأسك الذي لا يُردُّ عن القوم المجرمين، اللهم إنا ندرأُ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.

اللهم وفِّقنا للتوبة والإنابة، وافتح لنا أبواب القبول والإجابة، اللهم تقبَّل طاعاتنا، ودعاءنا، وأصلح أعمالنا، وكفِّر عنا سيئاتنا، وتب علينا، واغفر لنا وارحمنا، يا أرحم الراحمين.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا.

اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفَّارًا، فأرسِل السماء علينا مدرارًا، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك، وبلاغًا إلى حين.

اللهم إنا خلقٌ من خلقك، فلا تمنع عنا ذنوبنا فضلك.

اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء والجهد ما نشكوه إلا إليك، اللهم أنبِت لنا الزرع، وأدرَّ لنا الضرع، وأنزِل علينا من بركات السماء.

على الله توكلنا، ربنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظالمين.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: ٢٠١].

عباد الله:

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

<<  <   >  >>