للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خطبة المسجد الحرام - ٢٥ جمادى الأولى ١٤٣٢ - لزوم جماعة المسلمين - الشيخ عبد الرحمن السديس

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، تبارك ربُّنا إلهًا مُعينًا غفَّارًا، لم يزل توفيقُه مِدرارًا لمن رامَ من الاجتماع القُصارى.

لك الحمدُ اللهم يا خيرَ ناصرٍ لدين الهدى ما لاحَ نجمٌ لناظرِ

لك الحمدُ ما هبَّ النسيمُ من الصَّبَا على نِعمٍ لم يُحصِها عدُّ حاصرِ

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تنهجُ لنا من حِمَى الجماعة سدادًا واستبصارًا، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبد الله ورسوله أعظمُ البرية قدرًا ووقارًا، حثَّ على لزوم الجماعة ترغيبًا واصطبارًا، اللهم فصلِّ عليه وعلى آله الزاكين نفوسًا السامقين أقدارًا، وصحابته البالغين من الاجتماع شأوًا لا يُجارَى، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ يرجو من المولى الكريم فوزًا عظيمًا واستبشارًا، وسلِّم يا رب تسليمًا زاكيًا درَّارًا.

أما بعد:

فاتقوا الله - عباد الله -؛ فبالتقوى ينقادُ للأمة ما استعصَى والتوَى، ويتحقَّقُ لكل فردٍ من الخير ما انتوى، والزموا - رحمكم الله - حِياضَ الجماعة؛ فإنها نعمت الآصِرة أوان الفتن وفي كل ساعة، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [النور: ٥٢].

أيها المسلمون:

في هذا الأوان الذي تلاطمَت أمواجُه، وامتزجَ حُلوهُ وأُجاجُه، ورفعت فيه الفتنُ أجيادَها، واستنفرَت أجنادَها؛ تبرُزُ قضيةٌ سنيَّةٌ عريقة، بلجاءُ وريقة، هي من ضرورات الدين ومُحكَمات، وأصوله ومُسلَّماته، كما هي من أساس الأمن والاطمئنان، ودعائم الحضارة والعمران؛ بل هي معراجٌ لبلوغ مرضاة الديَّان، وخيرُ عنوانٍ لسلامة الأديان، وتلكم القضية - يا رعاكم الله - ما استمسَكَت بها أمةٌ إلا أفلَحَت وقادَت وبلغَت الأوجَ وسادَت، وكانت شجًى في حُلوق عِداتها، وقذًى في عيون لِداتها.

وبرهان ذلك: النظر والأثر وما سطَّره التأريخ بشاهد الصدق من الخبر، إنها: شعيرةُ لزوم الجماعة، وما تقتضيه من السمع والطاعة.

يقول - عزَّ من قائل -: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [آل عمران: ١٠٣]، قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "حبلُ الله هو الجماعة".

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لن تجتمع أمتي على ضلالة، فعليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة»؛ أخرجه الترمذي، والطبراني بإسنادٍ صحيح.

وما ذلكم - يا عباد الله - إلا لأن الخروج عن الجماعة، والشذوذ عن الطاعة يُمزِّقُ الشملَ النظيمَ بددًا، ويُحيلُه طرائق قِددًا.

معاشر المسلمين:

وفي وَبيلِ عاقبة من مات مارقًا، ولأهل الاعتصام والجماعة مُفارِقًا، يقول - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه أبو هريرة - رضي الله عنه -: «من خرج عن الطاعة، وفارق الجماعة، فمات مات ميتةً جاهلية، ومن قتل تحت رايةٍ عُمِّيّة، يغضبُ لعصبية أو يدعو إلى عصبية، أو ينصر عصبية، فقُتِل فقِتلَتُه جاهلية، ومن خرج على أمتي يضربُ برَّها وفاجِرَها، لا يتحاشَى من مؤمنها، ولا يفِي بعهد ذي عهد؛ فليس مني ولستُ منه»؛ أخرجه مسلم وغيره.

إخوة الإيمان:

وامتثالاً لهذه الشعيرة السامية؛ فقد تحقَّق بها الأسلافُ الكرامُ في ذواتهم، ودعَوا إليها في مجتمعاتهم، ونصُّوا عليها في مُصنَّفاتهم، يقول الإمام الطحاوي - رحمه الله -: "ونرى الجماعة حقًّا وصوابًا، والفُرقة زيغًا وعذابًا".

وفي الأثر عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه خطب الناس فقال: "إن الذي تكرهون في الجماعة خيرٌ ما تحبون في الفُرقة".

فمن شقَّ عصا الطاعة، وتنصَّل من الجماعة زلَّ وزَلَج، وما أفلحَ ولا فلَج؛ بل أوبقَ نفسَه وهوى، وأسلم أرسانَه لمُرديات الهوى، يقول - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثةٌ لا يغِلُّ عليهن قدرُ امرئٍ مسلمٍ: إخلاصُ العمل لله، ومناصحةُ ولاة الأمر، ولزومُ جماعة المسلمين»؛ أخرجه الإمام أحمد، وابن ماجه، والحاكم وصحَّحه.

وفي معنى ذلك: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "ثم إن الاعتصام بالجماعة والائتلاف أصلٌ من أصول الدين".

ويقول العلامة ابن القيم - رحمه الله -: "ولزوم الجماعة مما يُطهِّر القلبَ من الغلِّ والغش؛ فإن المسلم للزومه جماعة المسلمين يحبُّ لهم ما يحبُّ لنفسه ويكره لهم ما يكره لها، بخلاف من انحاز عنهم، وانشغل بالطعن عليهم والذمِّ لهم". انتهى كلامُه - رحمه الله -.

أمة الإسلام:

ولن تلتئم من الأمة مصالحُها وتتحقَّق مناجحُها إلا بالجماعة، ولا جماعة إلا بإمامٍ، ولا إمام إلا بسمعٍ وطاعة؛ عن عُبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: بايَعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة في العُسر واليُسر، والمنشَط والمكرَه، وعلى أثَرَةٍ علينا، وعلى ألا نُنازِعَ الأمرَ أهلَه؛ رواه الشيخان.

وفي سُلطة الإمام وأمره وبليغ نهيِه وزجره يقول أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه وأرضاه -: "إن الله ليَزَعُ بالسلطان ما لا يزَعُ بالقرآن".

ولله درُّ الإمام عبد الله بن المبارك - رحمه الله -؛ حيث يقول:

إن الجماعة حبلُ الله فاعتصِموا منه بعُروته الوُثقى لمن دانَا

كم يدفعُ الله بالسلطان مُعضِلةً في ديننا رحمةً منه ودُنيانا

لولا الإمامة لم تُؤمَن لنا سُبُلٌ وكان أضعفُنا نهبًا لأقوَانا

معاشر المؤمنين:

فأهلُ السنة والهدى على الجماعة والحق يأتلِفون، ولولاتهم سميعون مُطيعون، بكل الحب والاستبشار دون استنكافٍ أو استكبار، عقيدةً وديانةً وعبادة لا عُرفًا وعادة، ووجوب ذلك مُتأكِّدٌ في كل وقتٍ وحين، لكنه زمن الفتن والأزمات والنوازل والمُلِمَّات آكَد وأشد، وأوثقُ وأسَدّ، وما ذاك إلا امتثالاً لما قصَدَه الشارعُ من تحقيق المقاصِد وتكميلها، ودرء المفاسِد وتقليلها؛ كيف وفي الجماعة يتحقَّقُ الأمنُ ويتأكَّد، ويعُمُّ الأمانُ ويتوقَّد، ويزدهِرُ الإنماءُ والإعمار، وينحسِر الاضطرابُ والبَوَار.

فلله ثم لله، لله ثم لله! كم للزوم الجماعة من الفضائل والبركات والآثار السنيَّات؟!

ففي الجماعة: نصرُ الله الخفيّ، وتوفيقُه الحفِيّ، المُتضوِّعُ بأهنا عيشٍ، والمُتحصِّنُ بأقوى جيشٍ؛ إذ هي رابطةُ الأمة، منعَتُها في قوتها، ووهَنُها من ضعفها، فيها يعبدُ المسلمُ ربَّه آمنًا، ويدعو إليه تعالى مُؤيَّدًا، المُستضعَفُ في كنفها قوي، والمظلومُ في ميدانها أبِيّ، والظالمُ مُدان، والعاجزُ في ظلِّها مُعان.

بالجماعة وحُسن الطاعة فيما يُرضِي المولى - سبحانه - تعِزُّ الأمة وتبقى، وفي ذُرَى المجد تعلو وترقى، وبها تزكو المقاصدُ وتتحقَّقُ، وتعُمُّ الرَّحماتُ وتتدفَّق، وتنفِي التعصُّبات العِرقية، والنَّعَراتُ الجاهلية، والأهواء الزرِيَّة، والحِزبيَّاتُ الردِيَّة.

فيا إخوة الإسلام:

يا أهل المُعتقَد الصحيح، والمنهج اللاحِم الصحيح: استشعِروا جلالَ الأُلفة والجماعة، اللهَ اللهَ في الائتلاف والائتساء بما كان عليه الأسلاف، احذروا مِزعَ الآراء والأهواء؛ فإنها الشر المُستطير وبئس الداء، وحيَّهلاً حيَّهلاً إلى لفيف الجماعة، كونوا جماعةً واحدةً في التمسُّك بسنة خير البريَّة - عليه أفضل الصلاة والسلام والتحية -، جماعةً في العقيدة والمنهج والفِكر، ورعاية الأمر والسلوك، جماعةً في الطموحات والأهداف السنيَّة، جماعةً في الأمانة والنزاهة والمسؤولية، جماعةً في التراحُم والمودة والحب، جماعةً فيما يُرضِي ربَّنا ويحبّ، جماعةً في تعزيز الوسطية والاعتدال وترسيخها مُعتقدًا لدى الأجيال، جماعةً ضد الفُرقة وكل مُنازِع، جماعةً صَوبَ أنبَل المنازِع؛ تغنَموا بإذن الله وتنعَموا.

معاشر الأحِبَّة الأكارِم:

تلك هتفةٌ تقُضُّ مضاجِعَ الشانئين، وتُنبِّه عقول الغافِين؛ بل هي دعوةٌ تشُدُّ من أزر الصادقين، وتبعثُ مزيدَ الأمل والتآصُر في عزائم أهل الحق المُبين للثبات على غَرزِ السنة والجماعة، وتلكم - وايمُ الحق - قاعدةُ الفلاح والصلاح الرَّصينة، وأسوار الأمن والسُّؤدَد الرَّصينة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران: ١٠٥].

اللهم بارِك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا وارفعنا بهدي سيد المرسلين، وثبِّتنا على السنة والجماعة والصراط المستقيم، وأجِرنا بمنِّك وكرمِك من العذاب الأليم، إنك جوادٌ كريم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي غفورٌ ودود.

الخطبة الثانية

الحمد لله، أمر بالائتلاف والجماعة عدلاً وإرشادًا، وبلوغًا لذُرَى الخيرية وإسعادًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً نزكو بها حالاً ومعادًا، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله أبانَ معالم السنة والجماعة، فكان الحقُّ والهدى غايةً ومُرادًا، اللهم فصلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وصحبه البالغين من الترابُط أمجادًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد، فيا عباد الله:

اتقوا الله حق تقاته، واجتمِعوا على وحدتكم وائتلِفوا، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا [آل عمران: ١٠٥]، واعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله، وخيرَ الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور مُحدثاتها، وعليكم بالجماعة؛ فإن يدَ الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.

إخوة الإيمان:

ومن آثار السمع والطاعة وترابُط أهل السنة والجماعة: ائتلاف دروبهم وتوادُد قلوبهم ودحرُهم للأراجيف والشائعات، والأباطيل السافرات من جلاوِزة الفتن وخفافيش الإحَن، ممن قال اللهم فيهم: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ [التوبة: ٤٧].

نعم؛ يا عباد الله:

إنها الفتنة بالتشكيك والإرجاف، والمُزايَدة بيسير الأخطاء والاختلاف، فلا يقرُّ لهم حال، ولا ينعمَون بِبَال إلا برفع عقيرَتهم لبثِّ الفُرقة ووأد الائتلاف بكل رُعونةٍ واعتِساف، وإصلات سيف التفريق في صفوف الأمة بكل تنحُّلٍ وانجراف، ذلك ديدنُهم وهِجِّيراهم، وذاك أرَبُهم ومُنتواهُم، سواءٌ أكان في مجال العقيدة أم الفكر أم السلوك، مُتناسين أن من أبواب الخروج على الجماعة: مخالفة عقيدتها الصحيحة ومنهجها السليم، وفكرها القويم، وسلوكها المُستقيم، والإخلال بأمنها واستقرارها، والعبثَ بمُقدَّراتها ومُكتسباتها.

وإنك لواجِدٌ في المواقع والمُنتديات عبر شبكات المعلومات من ذلك عجبًا عُجابًا، وما تلك إلا مُديَةٌ يزعمون أنهم يجأرون بها خواصِر أهل الإسلام في ليلٍ حالك الدُجُنَّة والظلام، ولكن ثم لكن لن تزيدَ ألسِنةُ الحقد وأقلام الحسد المؤمنين الصادقين إلا ثباتًا ورسوخًا وقوةً وشموخًا، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا [النساء: ١٧٥].

وقد أرشد الرؤوف الرحيمُ بأمته إلى أصل العواصم من الفتن القواصِم بقوله في حديث حذيفة المشهور في الفتن: «تلزمُ جماعةَ المسلمين وإمامَهم».

اللهم ارزقنا الثبات على الإيمان والطاعة، ولزوم السنة والجماعة، واعصِمنا من طريق أهل الفتن والتفريط والإضاعة، إنك جوادٌ كريم.

هذا؛ وصلُّوا وسلِّموا - رحمكم الله - على خير الورَى آلاً وصِحابًا، من ألَّف - بإذن ربه - الأشتاتَ سِمطًا عُجابًا، فغدَوا في العالمين أبهى انتسابًا، صلاةً تعبَقُ أنسامًا عِذابًا، كما أمركم المولى الجليل في مُحكَم التنزيل، فقال تعالى - قولاً كريمًا لُبابًا -: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: ٥٦].

ونُهدِي صلاةَ الله خالقِنا على نبيٍّ عظيمِ القدر للرُّسْل خاتَمِ

صلاةً وتسليمًا يدُومان ما سَرَى نسيمُ الصَّبَا وانهلَّ صوبُ الغمائمِ

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبينا محمد بن عبد الله ما ذكره الذاكِرون الأبرار، وصلِّ عليه ما تعاقبَ الليلُ والنهار، وصلِّ عليه وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار المهاجرين منهم والأنصار، وارضَ اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحُنفاء، ذوي الشرف الجَلِيّ، والقدر العلِيّ: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعنَّا معهم برحمتك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأدِم الأمن والاستقرار في ديارنا، وأصلِح اللهم أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليَّ أمرنا، اللهم احفظه بحفظك، واكلأه بعنايتك ورعايتك، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحة التي تدُلُّه على الخير وتُعينُه عليه، اللهم اجمع به كلمة المسلمين على الحق والهدى يا رب العالمين، اللهم وفِّقه ونائبَيْه وإخوانه وأعوانه إلى ما فيه صلاحُ العباد والبلاد.

اللهم وفِّق جميع ولاة المسلمين لتحيكم شرعك واتباع سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم -، اللهم اجعلهم رحمةً على عبادك المؤمنين.

اللهم أدِم على بلاد الحرمين أمنَها واستقرارَها، وعقيدتَها وقيادَتها يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطَّوْل والإنعام.

اللهم من أرادنا وأراد عقيدتنا وقيادتَنا وأمنَنا وجماعتنا بسوءٍ فأشغِله بنفسه، ورُدَّ كيدَه في نحره، واجعل تدبيره تدميرَه يا سميع الدعاء.

اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم احفظ دينهم وأمنهم، اللهم صُن أنفسهم وأموالهم وأعراضَهم يا حي يا قيوم، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم احقِن دماءَهم في كل مكانٍ يا رب العالمين.

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعمل.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، وألِّف بين قلوبهم، وأصلِح ذات بينهم، واهدِهم سُبُل السلام، وجنِّبهم الفواحِشَ والفتن، اللهم جنِّبنا الفتن، اللهم أعِذنا من مُضِلاَّت الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.

اللهم أنقِذ مُقدَّسات المسلمين، اللهم أنقِذ مُقدَّسات المسلمين، اللهم أنقِذ مُقدَّسات المسلمين يا قوي يا عزيز يا رب العالمين.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: ٢٠١].

ربنا تقبَّل منا إنك أنت السميع العليم، وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم، وافغر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مُجيبُ الدعوات.

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: ٩٠].

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنعون.

<<  <   >  >>