للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الجهاد في العراق]

السؤال

تحت راية من الجهاد في العراق: تحت راية صدام، أم حزب البعث الكافر، أم تحت راية الشيعة، أم تحت راية الأكراد، أم تحت راية نصرة المستضعفين ما وجه الإفادة؟

الجواب

الجهاد لا يكون فرضاً عينياً إلا في حالتين: الأولى: إذا دخل العدو إلى بلدك، فيصبح الجهاد فرض عين عليك.

الثانية: إذا كان للأمة إمام مسلم ودعا إلى الجهاد، فيلزمك أن تخرج.

لكن بعض الإخوة يقول: نريد أن نخرج إلى الجهاد في العراق، فهل يجوز لنا ذلك؟ فيا أخي! أين الخليفة الذي تقاتل تحت رايته؟ وأين الراية التي يعقد بها الجهاد؟ وهل أنت على دراية بالأرض؟ وهل تستطيع أن تقاتل في تنظيم أو بشكل تؤثر فيه على العدو؟ لكن بعضهم يذهب وهو لا يعرف سيقاتل تحت راية من؟ ولا سيواجه من؟ ولا يعرف طبيعة الأرض، ولا معه سلاح، لكن قد يقول قائل: الشيخ يثبط الهمم، ويثبط العزائم، ومعلوم أن أمة الإسلام تنتهك! لا، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يجاهد في مكة مباشرة، وإنما جاهد بعد أن أقام دولة في المدينة ولها خليفة، والجهاد أيضاً له متطلبات، وليس أي شيء يحدث هيا إلى الجهاد، مثل: مسيرة المليون، لا لضرب العراق! وفي آخر النهار رقص وغناء، ثم يا مسلم هل هذا كلام يقوله عاقل؟! ونحن نرى أن خلفنا منكرات كثيرة جداً، ثم ماذا صنعت لنا المظاهرات في قضية فلسطين؟ يا أخي، استح على دمك، ومن منظرك.

أيضاً ما يحدث من اختلاط النساء بالرجال في مثل هذه المظاهرات، والأعجب أن تجد من يقول لك: الذي لا يخرج إلى المظاهرة آثم وعاصي! فما هذا الكلام يا مسلم! فاتق الله في دينك، وكفاك تقليداً، فالمظاهرات بدعة أوروبية مستوردة لمص حماس الجماهير المنفعلة انفعالاً عاطفياً، نصف ساعة يظاهر ثم يذهب للنوم، والعراق تحتل من الأمريكان وهو يقول: خلاص يكفي، فقد خرجت في المظاهرة، وهذا مثل بني إسرائيل: {ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ} [البقرة:٢٤٦]، أي: نريد القتال، بالروح بالدم، {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا} [البقرة:٢٤٦]، فأنا أثق في أن هذا الذي يفرط في الصلاة سيفرط في غيرها، وصدق الشاعر إذ يقول: لابد من صنع الرجال ومثله صنع السلاح لا يصنع الأبطال إلا في مساجدنا الفساح في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح شعب بغير عقيدة ورق تذريه الرياح من خان حي على الصلاة يخون حي على الكفاح فالذي لا يستجيب لحي على الصلاة في الفجر لا يستجيب لحي على الكفاح في أرض المعركة، فيستيقظ في الساعة العاشرة صباحاً ويريد أن يجاهد! أولاً: جاهد نفسك على صلاة الفجر، جاهد نفسك على ترك القنوات الفضائية الفاضحة، جاهد نفسك على أن تلتزم أسرتك بالحجاب الشرعي، ثم أين سمتك الإسلامي؟ وهل الإسلام شعارات؟! كفانا شعارات وهتافات كاذبة، إنما نريد الالتزام بالعقيدة وبالسمت وبمنهج السلف، وهذه الفرق الضالة أقسم لكم بالله لم نحصد منها إلا العلقم والمر، وهذا مستهدف من قبل الأعداء، والله تعالى أعلم.

وإن من هذه الفرق أو الأحزاب الضالة: حزب البعث المعروف بعقيدته، هذا الحزب الذي أسسه النصراني: ميشيل عفلق، وكان من أول تلامذته صدام، وحزب البعث حزب لا يؤمن بالغيبيات، فلا يؤمن إلا بكل ما هو محسوس، ونحن عندما نقول هذا لا نداهن العدو المحتل لأرض المسلمين، وإنما يجب على أهل البلد على اختلاف عقائدهم، فالشيعة إلى جوار أهل السنة يلزمهم الجهاد ضد العدو، والوقوف أمام وجهه بالمرصاد، وكذلك من عقيدته سني والآخر أشعري يلزمهم الاتحاد فيما بينهم والوقوف أمام العدو المحتل، وهذا الكلام لابد أن يكون معلوماً.

<<  <  ج: ص:  >  >>