للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم تعدد الزوجات]

من محاسن شريعتنا التعدد، في بلاد الغرب يدرسون موضوع إباحة التعدد للرجل؛ لأن هناك حالات تستلزم التعدد، امرأة مريضة، امرأة عقيمة، امرأة لا قبل لها بالرجال، لا بد للزوج أن يعدد، نحن لا نضع شرطاً لهذه الشروط، وإنما نقول: الشرط الوحيد في الآية هو العدل، وقد افترق الناس في مسألة التعدد إلى ثلاثة فرق: الفرقة الأولى: العلمانية العفنة تقول: لا تعدد في القرآن ولا في السنة؛ لأن التعدد إباحية جنسية ورغبة شهوانية، أغلقوا الباب، وقيدوا عقد الزواج بشرط موافقة الزوجة الأولى، من قال: إن الزوجة الأولى لا بد أن توافق للزوج على أن يفعل أمراً أباحه الله له؟ أتقيدون أمراً أباحه الله؟ فهؤلاء كمن تمخض الجبل فولد فأراً، أو كمن سكت دهراً فنطق كفراً، كما كتبت إحداهن: الإسلام لا يبيح التعدد؛ لأن الله قال: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء:٣]، ثم قال: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا} [النساء:١٢٩].

نقول لها: افقهي النصوص قبل أن تتحدثي: فإن المراد بقوله: (ولن تعدلوا) يعني: الميل القلبي وميل العواطف، أما العدل المطلوب فهو في المسكن والملبس والنفقة كما بينا، وفعل الصحابة وفعل خير الأنام عليه الصلاة والسلام يبين هذا، وكان العرب قبل الإسلام لا تجد رجلاً إلا ومعه أكثر من زوجة، فكيف نقبل أن يكون للرجل عشيقة ولا نقبل أن يكون له زوجة ثانية؟ لأن المرأة تقول: أنا لا أحب الشريكة، يا أمة الله طالما حقك الشرعي مكفول بضوابط الشرعية لا بد أن تقبلي.

فريق آخر رفض التعدد، وفريق ثان فتح الباب على مصراعيه، وبحجة التعدد كل شهر يغير، فيتزوج في السنة ما يقرب من اثنتي عشرة امرأة، ولا يجمع إلا بين أربع بحجة التعدد، لا، التعدد له شروط يا عبد الله، أنت أخذت الإباحة ولعبت بها.

أما الفريق الوسط فهو فريق أهل السنة الذين قالوا بجواز التعدد مع وجوب العدل، والموضوع طويل وفيه أبحاث.

اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا.

اللهم ارزقنا علماً نافعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً.

اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، وجلاء همنا وغمنا ونور أبصارنا، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.

يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك.

اللهم عليك بأعدائنا، اللهم اجعل ثأرنا على من ظلمنا، لا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا.

اللهم ارزقنا قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة، وبعد الموت جنة ونعيماً.

اللهم بيض وجوهنا يوم تسود وجوه.

اللهم ثبت أقدامنا على الصراط، وأمنا عند الفزع الأكبر.

اللهم احفظ أعراضنا، وأمنا في بلادنا، وبدلنا من بعد خوفنا أمناً، ومن ضيقنا فرجاً، ومن بعد عسر يسراً.

اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وانصر عبادك المستضعفين في كل مكان يذكر فيه اسمك يا رب العالمين.

اللهم عليك باليهود ومن والاهم، اللهم فرق جمعهم، واجعل الدائرة عليهم، وزلزل الأرض من تحت أقدامهم، وجمد الدم في عروقهم، وأرنا فيهم آية، فإنهم لا يعجزونك.

اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، يا أرحم الراحمين برحمتك نستغيث.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>