للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم دخول المرأة إلى المسجد حاسرة الرأس عارية الساقين]

السؤال

هل يجوز لامرأة أن تدخل المسجد مكشوفة الشعر والساق، مسلمة أو غير مسلمة؟

الجواب

تدخل المسجد مكشوفة الشعر والساق؟! هذه تدخل المرقص، ماذا أقول؟ يكفي استهزاءً بشرع الله عز وجل، امرأة تدخل المسجد عارية الشعر والساقين؟! لماذا تدخل المسجد؟ للصلاة أم لشيء آخر؟ ستر العورة شرط من شروط صحة الصلاة، وليس معنى ذلك أن نغلظ لها القول، وأن نطردها من المسجد، لا.

لكن لا بد أن نلين لها الحديث، وأن نستضيفها، وأنا آسف في كلمة المرقص، وإنما خرجت من انفعال، لكن المفروض أن نقول: مرحباً بأختنا المسلمة، ثم نعطيها عباية تستر العورة، وخماراً تصلي به، ونطيّب لها الكلام؛ لأنها تحتاج إلى رفق، والرفق بالجاهل مهم، والتعليم أهم.

لكن أن نجوّز لها الصلاة وهي مكشوفة الشعر والساقين فصلاتها باطلة، والصلاة في البنطال للمرأة تبطل الصلاة؛ لأن من شروط صحة الصلاة: ستر العورة، فإذا لم تستر العورة بطلت صلاتها.

وقد يأتي آخر فيقول: الشيخ فلان يقول: نحببهم للصلاة بالبنطلون ثم ندعوهم بعد البنطلون إلى الأفضل! أقول: يا أخي! اتق الله! ما قال بهذا أحد من علماء الأمة، فلا بد أن تعلم أن الصلاة مع كشف العورة تبطل الصلاة، أما التي تدخل متبرجة إلى المسجد، فهذه أختنا في الله نرحب بها وننصحها في رفق، لكن البعض يتأفف ويتضجّر ويستنكر، هذا مطلوب، لكن الموعظة الحسنة أيضاً مطلوبة.

مداخلة: وإن كانت جاهلة؟ الشيخ: لا عذر بالجهل، وما هو العذر؟ ألا تعرف أن الصلاة لا تصح بشعر مكشوف؟ تُعلَّم يا أخي، وأنا قلت قبل قليل، نقول لها: مرحباً بالأخت المسلمة وتعلموها برفق، ولا ينبغي أبداً أن نتأفف منها أو نتضجر، وبعض الإخوة يسمعوني خطأ، فلا يجوز أبداً بحال التعنيف لها في القول، ولا أن نتضجر أو أن نتأفف، فمن فعلت ذلك فهي آثمة لأنها كرَّهتها بالمسجد، فالرفق بالجاهل واجب، وإن كانت جاهلة تعلّم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد رفق بالجاهل في أكثر من حديث، فحينما دخل أعرابي وبال في المسجد، هل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بضربه؟ ولو كان مثل هذا في مسجد العزيز بالله ويتبوّل؟! إذا كان رجلاً مجنوناً سب الدين ضُرب بالحذاء، فما بالك إذا دخل أحد الناس الجهلة وبال هنا عند القبلة! لا شك أنه سيُقتل ويُحمل على خشبة الغُسل.

وهذا معناه عدم الرفق بالجاهل.

فإن كانت جاهلة تُعلّم، ويقال لها: بارك الله فيكِ، جزاكِ الله خيراً على حضورك المسجد، أنت في نعمة والله، ونحن في سعادة بمعرفتك، لكن الصلاة لها شروط، ومن شروطها: ستر العورة، وستر العورة معناه أن تلبسي جلباباً وخماراً.

هذا هو الدين، وهذا هو الخلق، يقول تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:١٥٩] صلى الله عليه وسلم.

أما إذا كانت غير مسلمة ودخلت المسجد فهذا يحرم، لا يجوز أن تدخل المسجد متبرجة لمشاهدة الآثار والرجال ينظرون إليها في بيت الله، فإذا أرادت أن تدخل المسجد فتلبس الجلباب والخمار قبل أن تدخل.

مداخلة: هل يجوز للمرأة أن تدخل دورة المياه؟ الشيخ: يجوز طالما أنها دورة مخصصة للنساء، أما دورة المياه مع الرجال فلا يجوز.

مداخلة: وأهل الكتاب يجوز لهم ذلك؟ الشيخ: لا بأس لأهل الكتاب أن يقضوا حاجتهم في دورة المياه في المسجد شريطة أن تدخل ملتزمة بالزي، لا تدخل متبرجة، والنظر إلى المرأة وإلى عورتها حرام، فما بالك إن دخلت متبرجة إلى بيت الله؟ فالحرمة أشد وأشد.

<<  <  ج: ص:  >  >>