للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرد على الصوفية في زعمهم حضور الخضر في اجتماعاتهم وذكر الأدلة على وفاته]

هناك نقطة مهمة من أعمدة أو من ركائز الفكر الصوفي في هذه القصة وهي: أن الخضر لا يزال حياً ويجتمع بالأقطاب والأوتاد في غار حراء، ويقولون: هناك اجتماع أسبوعي، واجتماع شهري، واجتماع سنوي، ولذلك يسمون السيدة زينب سيدة الديوان.

والخضر ميت، وأدلة أنه مات كثيرة عدها ابن كثير منها: الأول: أن الله تبارك وتعالى قال: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} [الأنبياء:٣٤].

ثانياً: لقد أخذ الله الميثاق على النبيين جميعاً إذا كانوا أحياء وبعث في حياتهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤمنوا به، وأن ينصروه، وأن يعزروه، فأين كان الخضر في غزوة بدر؟ وأين كان الخضر في غزوة الأحزاب؟ ولم لم ينل شرف الصلاة خلف رسول الله في صلاة الجمعة والجماعات؟ ولم تخلف عن مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل كان الخضر حياً ويعلم ببعثة رسول الله عليه الصلاة والسلام ويتوانى عن مقابلته، وعن إعلان الإيمان به؟ إنك تجد عجباً بل خبلاً أن الواحد منهم يجلس معك، ويقول: وعليكم السلام، فتسأله: على من ترد؟ فيقول: مر الخضر فأنا رددت السلام عليه، أنا أراه وأنت لا تراه، ثم بعد ذلك يأتي بأذكار وأوراد ويقول لك: هذه أوراد من العلم الباطني اللدني، مثل أوراد الطريقة البرهانية فيها ألفاظ سريانية: كدن كدن، هيهات هيهات، نوو نوو، نو نو، فإذا سألته: ما هذا الكلام؟! يقول لك: هذا علم باطن لا تعترض! فهل الأمة الآن تحتاج إلى هذا الخبل وهذا الهراء؟ إنا لله وإنا إليه راجعون، والحقيقة أنه لابد لنا أن نفهم الآيات التي في كتاب ربنا عز وجل.

فتفسير القرآن يكون بالقرآن، ولذلك الإمام محمد الأمين الشنقيطي له كتاب أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن.

قال الحافظ ابن كثير: ما أجمل من القرآن في مكان بين في مكان آخر، وما أطلق في موضع قيد في موضع آخر وهكذا.

أو يفسر بسنة النبي صلى الله عليه وسلم بالأحاديث الثابتة عن رسولنا عليه الصلاة والسلام أو بأقوال الصحابة؛ لأنهم خير القرون، كما قال صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)، والثلاثة القرون نسميها السلف، فسلف الأمة هم قرن الصحابة ثم قرن التابعين ثم قرن تابعي التابعين.

وابن حجر أفرد موضوع الخضر بكتاب اسمه (نبأ الخضر) وتحدث عن قصته الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية، فينبغي علينا أن نعيش مع هذه الكتب وهذه المراجع لتنقل إلى الناس فهم السلف الصالح لآيات ربنا عز وجل وأحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم.