للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم المبيت بمزدلفة]

السؤال

ما حكم المبيت بمزدلفة؟ وهل يرخص للضعفاء ترك المزدلفة بعد منتصف الليل؟

الجواب

مناسك الحج منها ما هو ركن لا يجبر بدم، ولابد من أدائه، ومنها ما هو واجب يجبره دم في حال تركه، ومنها ما هو سنة، والمبيت بمزدلفة أرجح الأقوال فيه أنه واجب من واجبات الحج، فينبغي على الحاج بعد أن يقف بعرفة في يوم التاسع من ذي الحجة إذا غربت الشمس أن يجمع بين نهار وليل بعرفة، فإن نزل من عرفة قبل غروب الشمس فقد ترك واجباً من واجبات الحج وهو الوقوف بعرفة جزءاً من الليل، وبعد غروب الشمس عليه أن ينفر إلى مزدلفة ويصلي في مزدلفة المغرب والعشاء جمع تأخير، ولا يجوز له أن يؤخر العشاء إلى ما بعد الساعة الثانية عشرة؛ يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاواه: فإن نفر من عرفة إلى مزدلفة فتعطل في طريقه وجاءت الساعة الثانية عشرة فينزل ويصلي في المكان الذي هو فيه، ولا يؤخر العشاء إلى بعد خروج نصف الليل الأول بحجة أنه لابد أن يصلي في مزدلفة.

فإن وصل إلى مزدلفة صلى بها المغرب والعشاء وبات بها كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، يبيت بها ليلة العيد يوم النحر ليلة العاشر، ويصلي بها أيضاً الفجر، حتى أسفر جداً صلى الله عليه وسلم، يعني: حتى أشرق النهار ورحل الظلام، عند ذلك تحرك من مزدلفة، والواقع الآن بخلاف ذلك تماماً فإن الذي يحدث أن معظم الحجاج ينزلون من عرفة إلى منى مباشرة بحجة أن المطوف لا يسمح لهم بنزول مزدلفة، فالمبيت بمزدلفة واجب، ومن تركه يلزمه فدية.

لكن الواقع أنه أحياناً يركب الحجاج السيارات ويكون التحرك بصعوبة بالغة ربما لا يستطيع الواحد أن يصل إلى مزدلفة إلا بعد الفجر، وهذا لا شيء عليه؛ لأنه سعى أن يصل فما تمكن، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وما جعل عليكم في الدين من حرج، لكني أقول: حاول أن تترك المطوف وخذ عنوان الفندق وأد المناسك صحيحة، فكثير منا لا يهتم بهذا الواجب، ولا يجبره بدم، وهذا لا يجوز، والله تعالى أعلم.