للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنن العيد]

السؤال

ما هي سنن العيد التي ينبغي لنا أن نعملها في يوم العيد؟

الجواب

إذا ثبت هلال شوال أصبحت تلك الليلة من ليالي شوال، وبها ينقضي رمضان ولا صلاة تراويح في جماعة، وإنما هناك تهجد في الليل فرادى.

وأما حديث فضل قيام ليلة العيد فقد قال عنه الشيخ الألباني رحمه الله: حديث ضعيف، ولفظه: (من قام ليلة العيد أحيا الله قلبه يوم تموت القلوب).

وصلاة العيد سنة مؤكدة عند البعض، وواجبة عند البعض، وتصلى في العراء، أي: في الخلاء، فيجتمع الناس في مصلى واحد، لا كما يفعله بعض الناس اليوم، فتجد أهل المنطقة الواحدة يقيمون أكثر من مصلى، وهذا لا يجوز، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع كل المسلمين في مصلى واحد، ويترك مسجده صلى الله عليه وسلم ويصلي بالمسلمين في الفضاء (الجبَّانة).

ولذلك كان الأولى أن نقلل عدد هذه الأماكن طالما أن المكان الآخر يتّسع، لكن للأسف تجد بعض المسلمين ممن يلعب بهم الشيطان يصلون في مكان صغير جداً، ويترك المكان المتسع مع المسلمين، ويفتح المكبر من الفجر ويظل يكبر، ويظن أنه يقيم السنة، فيا عبد الله! اتق الله فأنت تشتت كلمة المسلمين.

ومن سنن العيد: أن تخرج النساء الحيض ليشهدن الخير، مع اعتزالهن المصلى؛ لحديث أم عطية: (أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نخرج العواتق والحيض).

وأيضاً من السنن: التكبير، فيبدأ من الليل وحتى خروج الإمام للصلاة، وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، أي: أن يكون الإمام هو آخر من يخرج إلى المصلى، لكن لو خرج الإمام على القوم انقطع التكبير، لذلك كان هو آخر من يخرج إلى المصلى.

وكذلك من سنن العيد: أنه يسن له بعد صلاة الفجر أن يأكل تمرات، حتى يميّز بين الصيام وبين الفطر، لحديث أنس عند البخاري: أنه كان صلى الله عليه وسلم في عيد الفطر يأكل تمرات قبل أن يذهب إلى المصلى، وهذه من السنن الغائبة في حياة المسلمين، ويمكن للإنسان أن يحيي هذه السنة، فيأخذ اثنين كيلو تمر ويوزعها بعد الفجر للناس في المساجد، حتى يعلم الناس أن هذه سنة قد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن السنن أيضاً: الغسل، ولبس أجمل الثياب، والتطيب، والتبكير إلى المصلى، والتكبير وهو خارج إلى المصلى، وفي المصلى كذلك، لكن لا يكون بصورة جماعية، وإنما يكبر كل واحد لوحده، فيقول هذا: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، وهذا يقول: الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، لا أن ينقسم المصلون إلى قسمين: قسم ينتهي وقسم يبدأ، فهذا غير وارد عن النبي عليه الصلاة والسلام، والسنة أن يكبّر كل بمفرده، حيث يختلط التكبير كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه.

وكيفية صلاة العيد أن يكبر سبع تكبيرات في الركعة الأولى، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية، ويقرأ في الأولى بسبح والثانية بالغاشية كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام، ثم يخطب بهم الإمام خطبة العيد، وكان عليه الصلاة والسلام بعد أن يخطب في الرجال يخطب في النساء في عيد الفطر وعيد الأضحى، فيعظ النساء موعظة خاصة، لذا من فقه الإمام أن يتوجه بالنصيحة إلى النساء، ولا يجوز -بحجة العيد- الاختلاط، لأن بعض النساء الفاضلات قد تأتي إلى المصلى وهي لابسة بنطلوناً وملابس شفافة وكذلك متعطرة، ولا أدري لماذا جاءت بهذه الطريقة إلى المصلى؟ فنحن في غنى عنها، فإن خرجت لتفتن الناس فلا تخرج أصلاً من بيتها، لذلك كان من الفقه أيضاً أن نجعل للنساء مدخلاً خاصاً وللرجال مدخلاً خاصاً، بحيث ينطلق هؤلاء من طريق وهؤلاء من طريق آخر بدلاً من هذا الاختلاط.

ومن السنن كذلك: مخالفة الطريق، أي: إن جاء من طريق إلى المصلى فيُسن له أن يعود من طريق مخالف كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن الأخطاء الشائعة في يوم العيد أن بعض المسلمين يقول: طالما أنه عيد فيُسن لنا أن نسمع فيه الغناء، لحديث (يا أبا بكر! دعهما فإنه يوم عيد)، بهذا يُطلقون لأنفسهم وشهواتهم أن يستمعوا إلى الغناء الهابط والطبل والمزمار، وهذا كله مما لا يرضي الله عز وجل، لكن يجوز لنا أن نفرح بالضوابط الشرعية، والله تعالى أعلم.