للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الأكل أو الشرب أثناء أذان الفجر]

السؤال

ما حكم من يأكل أو يشرب في أثناء أذان الفجر في رمضان، ثم يكمل صومه بعد ذلك، وهل يجوز أن نأكل ونشرب بعد أذان الفجر لمدة ثلث ساعة في المسجد الذي يؤذن فيه الفجر بأذان واحد كما سمعنا من بعض الإخوة؟

الجواب

بالنسبة للشق الأول من السؤال: إذا كنت تشرب أو تأكل وأذن المؤذن للفجر فأكمل الشرب والطعام، للحديث الذي صححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يضع الإناء حتى يقضي حاجته)، أي: إن أذن المؤذن للفجر وأنت تأكل أو تشرب فلا تضع الإناء حتى تقضي الحاجة.

وأما بالنسبة لجواب الشق الآخر من السؤال: فهذا كلام لا ينبغي أن يقال أبداً، فما ثبت بيقين لا يزول بالشك، ودخول الوقت يكفي فيه غلبة الظن، وطالما أن هناك جهة متخصصة قد أعلنت وقت الفجر أو الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء في النتائج، فلا بد أن نحترم هذه الجهة، ولا نقدح في الأوقات أبداً، وهذا الكلام الذي يقال ويروج له البعض فتنة، ونريد لها أن تخمد، ونحن نرتبط بأوقات محددة، ولا ينبغي أبداً أن نقول: نأكل بعد الأذان لأن الوقت عندنا في مصر غير صحيح! فهذا لا يجوز أبداً، وأنا لا أعرف من الذي يفعل هذا، وقد أصدرنا بياناً في مجلة التوحيد، وذكرنا فيه أن وقت الفجر في مصر وقت صادق، ولا داعي للقدح فيه أبداً؛ لأن الذين يقدحون في وقت الفجر إنما هم الذين تركوا صلاة الفجر، وصلوا بعد شروق الشمس، وهذا إغواء واستدراج من الشيطان، وكان يكفي هؤلاء لدخول وقت صلاة الفجر غلبة الظن، فضلاً عن أن الوقت قد حدد من طريق جهات متخصصة، {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل:٤٣]، ثم ما مصلحة هيئة الأرصاد أن تضللنا في وقت صلاة الفجر؟! ثم إن هذا الكلام قد قيل قديماً ونُشر، ونحن لسنا أهل خبرة وتخصص، وإن كان هناك خطأ في تحديد وقت الفجر فالإثم على من دلّس علينا يوم أن يسألنا الله: لِمَ صليتم قبل الوقت؟ فنقول: هؤلاء يا رب هم الذين حددوا لنا الوقت، وعليه فأنا غير مطالب بأن أخرج وأنظر إلى السماء كبعض إخواننا عندما ينظر إلى الشمس، فإن غابت يصلي بلا أذان ولا إقامة، أو ينظر إلى السماء ليتلمس الهلال بعينه، ولا يثق في رؤية ولا في أرصاد، فما هذا الكلام؟ وهل أنت دولة لوحدك؟ وهل أنت ستقيم لنفسك مركز أرصاد؟ فيا عبد الله! أنت مع جماعة، ولا بد أن تحترم الجماعة، ولا بد أن تكون ملتزماً بأمر الجماعة، أما أن تنشق وأن تنفرد بعيداً وتصلي بمفردك فهذا لا نعرفه، والله تعالى أعلم.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، اللهم بلغنا رمضان، واغفر لنا فيه الذنوب، واستر لنا فيه العيوب، وتجاوز لنا فيه عن السيئات.

وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.