للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تهجم العلمانيين على الحجاب]

أحبتي الكرام! وقبل أن ننتهي من هذه الخطبة المباركة ننبه على مقال خطير، ويبدو أننا الآن في ظل حرية الكفر وليس حرية الفكر، ففي جريدة يكتب كاتب مشهور في الأخبار ومعروف -ولا داعي لذكر اسمه- أن امرأة أرسلت إليه تشتكي من قهر زوجها، ومن الإرهاب الديني التطرفي، وهذا الإرهاب الديني الذي ذكره في هذا المقال: أولاً: أنه فرض عليها أن تلبس النقاب، وهذا إرهاب.

ثانياً: أنه منع الغناء في البيت، وهذا أيضاً إرهاب.

ثالثاً: أنه منعها من مصافحة الرجال، وهذا إرهاب.

رابعاً: أنه منعها من أن تجالس الرجال في الصالة مع الأقارب، وهذا إرهاب.

إلى غير ذلك مما ذكره من الأمور التي طلبها الزوج.

يقول الكاتب: أنقذوا المرأة من إرهاب المتطرفين الذين فتحت لهم الصحف ليكتبوا.

ثم يقول: وأفضل شيء -والحمد لله- أن هذا المقال سيتحول إلى إنقاذ للمرأة من الإرهاب الديني التطرفي.

وأما كيفية إنقاذها: فلا بد أن تخلع النقاب، وأن تصافح الرجال وتجالسهم، وأن تسمع الغناء، بدلاً من أن تعود إلى عصور الظلام.

وأذكر هنا قول الله تعالى: {أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [النمل:٥٦].

فقد أصبحت الطهارة عند هؤلاء تطرفاً يحتاج إلى مقاومة، فالكاتب يقول: هبوا لإنقاذ المرأة المصرية، والأخذ بيدها من هذا الاستغلال والنفوذ والتطرف الفكري.

أسأل الله عز وجل أن يزلزل قدميك.

فمن المتطرف؟ الذي يدعو إلى سفور المرأة واختلاطها بالرجال أم من يدعو إلى سترها؟ فنحن نقول للمرأة: استري جسدك، ولا تخالطي الرجال ولا تجالسيهم، وأما أنت فأنا أعرفك، تعرض عرضك من أول ليلة في العرس، فتدخل زوجتك إلى الكوافير، والديوث يجلس ينتظر على باب الكوافير، والأسرة كلها تنتظر، والكوافير يقلبها يميناً ويساراً في صدرها وفي شعرها وفي نحرها، فإن أراد الزوج البطل أن ينظر إلى عرضه قيل له: قف؛ لم ننته بعد! إنا لله وإنا إليه راجعون! وبعد ذلك تخرج في منظر شبه عار؛ لتتصور مع زوجها صورة فوتوغرافية، ثم توضع هذه الصورة في الصالون حتى ينظر إلى عورة المرأة كل من دخل، ويقول: ما هذا الجمال؟ فأين الرجولة؟ فهل تريدون لنا أن نكون مثلكم لا كرامة عندنا، ولا نغار على أعراضنا؟! كبرت كلمة تخرج من أفواهكم إن تقولون إلا كذباً.

ثم يقول كلمة كفر والذي نفسي بيده، يقول: إن الزوجة تقول: إن زوجي قد فرض علي أن ألبس الخيمة، فيسمي الحجاب والنقاب خيمة! أسأل الله تبارك وتعالى أن يزلزل العلمانية زلزالاً شديداً؛ فإن عفنها قد عاد يطل برأسه، فيقول عن الحجاب: خيمة، ويهزأ بكتاب الله، ورب العالمين يقول: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب:٥٩]، ويهزأ بزوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كن يلبس خيمة على حد تعبيره.

وأنا أقول له: اطمئن، فإن الأمة ستتخلص منك ومن عفن فكرك وفكر أمثالك إن شاء الله، {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} [التوبة:٣٢]، ففي كل يوم تتوب ممثلة وتندم على ما صنعت، وتعلن توبتها، وترتدي النقاب؛ لتزلزل أقدام العلمانية، ولتطعنهم في المقتل، ولتقول لهم: لم أجد الطمأنينة والاستقرار والراحة إلا في ذكر الله وفي طاعته.

أسأل الله سبحانه أن ينصر دينه.

اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم انصر دينك في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم حجب نساءنا، واستر عوراتنا، وعليك بأعدائنا، ولا تخيب فيك رجاءنا.

اللهم إن ليل المسلمين قد طال فاجعل له فجراً، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، ربنا إنا مظلومون فانتصر، ومغلوبون فانتقم.

اللهم عليك بالظالمين، اللهم أهلك الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين.

يا رب نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.

اللهم إنا نسألك علماً نافعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً.

اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وعلمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نُسِّينا.

اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وانصر أطفال فلسطين، واربط على قلوب المجاهدين.

اللهم سدد رميهم، ووفق جمعهم، واجعل الدائرة على عدوهم.

اللهم عليك باليهود ومن والاهم، اللهم أرنا في اليهود آية؛ فإنهم لا يعجزونك، جمِّد الدم في عروقهم، اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم، فإنك على كل شيء قدير، وأنت حسبنا ونعم الوكيل، وأنت بكل جميل كفيل.

لقد جذبتني بشدة سطور مقال الكاتب فلان في أخبار اليوم السبت الماضي، فقد وجدته يثير قضية نارية تكشف عن جانب من جوانب الإرهاب، وجاء ذلك من خلال حكاية قارئة تحكي للكاتب تفاصيل العذاب الذي تعيشه تحت تسلط زوجها الذي أخطأ في فهم دين الإسلام وسماحته، فقد تحول إلى جلاد يصدر أوامره من خلال فرمانات لا تقبل إلا الطاعة العمياء، فهي