للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دعوتهما بحصول إسلامهما لله رب العالمين]

والدعوة الثانية: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} [البقرة:١٢٨]، فالإسلام دين الأنبياء جميعاً، وفي الأسبوع الماضي قالت امرأة طبيبة: قد لوثوا أفكارنا، عندما وضعوا في عقولنا أن الإسلام هو الحق وليس غيره.

والإسلام هو دين الأنبياء جميعاً، وليس هذا تلويثاً، واسمعي إلى قول الله تعالى عن يوسف عليه السلام: {تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف:١٠١].

وقال إبراهيم عليه السلام: {وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} [البقرة:١٢٨]، وعيسى عليه السلام يقول للحواريين: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:٥٢].

وقالت ملكة سبأ: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل:٤٤]، فالإسلام هو دين الله المقبول، وقد تتعدد الأديان، ولكن الدين المقبول عند الله هو الإسلام، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران:٨٥]، ويقول تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [آل عمران:١٩].

وفي الصين واليابان ودول أوروبا يخترعون كل يوم ديناً كما يخترعون الأجهزة الكهربائية، حتى الحشرة يريدون أن يعملوا لها ديناً، والهندوس عباد البقر يقول زعيمهم الأسبق غاندي: إن أمي البقرة أفضل عندي من أمي التي ولدتني؛ لأن البقرة تعطيني لبناً طوال عمرها ولا تحتاج مني إلى بر، وأما أمي فترضعني حولين وتحتاج مني إلى بر.

فانظروا إلى هذه العقول! ولذلك في الهند إذا دخلت البقرة متجراً فإن صاحب المتجر يعظمها ويبجلها، فإذا حطمت البضائع ازداد سروراً وغبطة، ويزداد سروراً أكثر إذا تفضلت عليه وتغوطت؛ حتى يتبرك ببرازها، فأي عقول هذه؟! فالحمد لله الذي هدانا للإسلام، {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف:٤٣]، وكفى به نعمة.

قال تعالى عن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} [البقرة:١٢٨]، أي: أرشدنا لشرائع حجنا، وعلمنا المناسك، وأرشدنا إليها، وشرائع الحج وأعماله تسمى مناسك، كما قال صلى الله عليه وسلم: (خذوا عني مناسككم)، والذبح أيضاً يسمى نسكاً، {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي}، يعني: ذبحي، {وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:١٦٢ - ١٦٣].