للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رؤية المؤمنين لربهم في عرصات القيامة]

ثم علق شيخ الإسلام ابن تيمية على موضوع الرؤية بعد ذلك، قال: [وقد دخل أيضاً فيما ذكرناه من الإيمان به وبكتبه وبملائكته وبرسله: الإيمان بأن المؤمنين يرونه يوم القيامة عياناً بأبصارهم كما يرون الشمس صحواً ليس دونها سحاب، وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته، يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة، ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله تعالى].

أما الرؤية الواردة في النصوص الكثيرة في القرآن وفي السنة فهي الرؤية التي تكون بعد دخول الجنة.

وأما رؤية العرصات فقد ورد في حديث طويل في صحيح البخاري ومسلم، اختلف أهل العلم في معناه، وهل الله عز وجل يرى يوم القيامة في العرصات؟ وهناك مسائل كثيرة لطيفة في موضوع الرؤية، منها: هل النساء يرين الله عز وجل يوم القيامة؟

الجواب

نعم.

لدخولهن في عموم الآيات الواردة في إثبات الرؤية للناس.

وهناك رسالة لـ شيخ الإسلام لطيفة اسمها: رسالة إلى أهل البحرين في رؤية الله عز وجل، أظنها موجودة في المجلد السادس من الفتاوى، تحدث فيها عن رؤية النساء لله عز وجل، وعن رؤية الكفار والمنافقين لله سبحانه وتعالى في العرصات.

فبين شيخ الإسلام أنه في الجنة لا يراه إلا المؤمنون، وأما في العرصات فقد اختلف العلماء في من يراه، فقال بعضهم: إن الله عز وجل يوم القيامة في العرصات يراه المنافقون، ويراه أيضاً الكفار، ويراه أيضاً المؤمنون، وقد ورد في بعض النصوص أن الله عز وجل يأتي في صورة غير الصورة التي هو عليها، وهذا يدل على كمال الله عز وجل وقدرته سبحانه وتعالى على كل شيء.

ثم بعد ذلك يراه المؤمنون في صورته التي يعرفون، ثم يرونه في الجنة سبحانه وتعالى، وهذه الرؤية الأخيرة هي رؤية النعيم الواردة في هذه المسألة.

وأما الخلاف الدائر بين أهل العلم فيما يتعلق برؤية المنافقين والكافرين لله عز وجل في العرصات، فهي من المسائل التي لا يضلل فيها المخالف، وإنما هي من المسائل التي تعتبر من فروع العقيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>