للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إثبات صفات العلم والحكمة والخبرة لله تعالى من القرآن]

قال المصنف: [وقوله: {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [التحريم:٢]].

هذه أسماء لله عز وجل، و (العليم) يتضمن صفة العليم، و (الحكيم) يتضمن صفة الحكمة لله عز وجل.

قال المصنف: [{وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام:١٨]].

هذه تتضمن صفة الحكمة والخبرة أيضاً.

قال المصنف: [{يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} [سبأ:٢]].

وهذه فيها إثبات صفة العلم لله عز وجل، وهي من الصفات الذاتية الثابتة له.

قال المصنف: [{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلا هو} [الأنعام:٥٩]].

وهذه فيها إثبات صفة العلم أيضاً.

قال المصنف: [{وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام:٥٩]].

وهذا يدل على سعة علم الله عز وجل، وأنه لا شيء يمكن أن يكون خارجاً عن علم الله عز وجل، فالله عز وجل عالم بكل شيء على التفصيل.

قال المصنف: [{وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ} [فاطر:١١]].

وهذه النصوص كلها فيها إثبات صفة العلم، وصفة العلم من أبرز الصفات، وصفة العلم لا ينكرها الأشاعرة، ولا ينكرها المعتزلة، لكن المعتزلة يؤولونها فيقولون: هو عليم، وعلمه هو ذاته، فهم يردون العلم إلى الذات، وبعضهم قد يقول: عليم بلا علم، يعني: ليست هناك صفة اسمها العلم مستقلة عن الذات، لكن يمكن أن تكون الذات عالمة، ولو أنكروا صفة العلم لكفروا، ولهذا كفر السلف أوائل القدرية الذين كانوا يقولون: إن الله عز وجل لا يعلم أفعال العباد إلا بعد وقوعها، وقد انقرضت هذه الطائفة.

قال المصنف: [{لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الطلاق:١٢]] فيه إثبات صفة القدرة لله عز وجل.

قال المصنف: [{وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق:١٢]] وفيه إثبات صفة العلم، وقوله: (قد أحاط بكل شيء علماً) فيه رد صريح على الفلاسفة الذين قالوا: إنه يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات.

قال المصنف: [{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:٥٨]].

هذه من أسماء الله عز وجل، وهي تتضمن صفات، فالرزاق يتضمن صفة الرزق، و (ذو القوة) من أصرح الصفات، و (ذو القوة) أي: صاحب القوة، أي: صاحب هذه الصفة، و (المتين) اسم من أسماء الله يتضمن صفة المتانة، والمتانة صفة ذاتية لله عز وجل معناها القوة، فالمتين معناه القوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>