للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرغبة والرهبة والخشوع والخشية وأدلتها]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:٩٠]].

الرغبة تكون بمعنى الرجاء، والرهبة تكون بمعنى الخوف والخشية، وإن كان هناك فروق دقيقة بينهما، وهي من أعمال القلب.

والخشية تكون عن علم، والرهبة هي بمعنى الخوف ومقاربة له، والخشوع هو خضوع القلب وذلته لمن يخشع له، يقول الله عز وجل: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:٩٠].

وهنا أحب أن أنبه إلى قاعدة وهي: كيف تعرف أن هذا الأمر من الأمور عبادة؟ هناك طريقتان لمعرفة أن هذا الأمر عبادة من العبادات: الطريقة الأولى: أن يكون الله عز وجل أمر به سواء أمر إيجاب أو استحباب، فكل ما أمر الله عز وجل به فهو من العبادة قطعاً.

الطريقة الثانية: اشتمال هذا العمل على المحبة والذل والخضوع، فإذا اشتمل على محبة وذل وخضوع تام مع محبة تامة، فإنه يكون عبادة، فأركان العبادة: المحبة، والذل، والخضوع التام؛ لأنه قد يخضع الإنسان ويذل لمن يبغضه، أو قد يحب ويتعلق لكن بدون ذل وخضوع، فإذا اشتمل الفعل على محبة تامة وذل وخضوع فهو حقيقة العبادة.

قال: [ودليل الخشية قوله تعالى: {فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي} [البقرة:١٥٠]].

<<  <  ج: ص:  >  >>