للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وبقاء دينه وكماله]

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باق].

هناك مجموعة من الصوفية يقولون: النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة دنيوية كحياته في الدنيا، وأنه لا فرق بين حياته في الدنيا وحياته في قبره، ولهذا يطلبون منه ويستغيثون به على هذا الأساس مع أن الله عز وجل يقول: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر:٣٠]، فالنبي صلى الله عليه وسلم قطعاً أنه مات، وأنه انتقل من هذه الدار إلى دار أخرى وهي دار البرزخ، لكن الصوفية يصرون على أنه لا يزال حي حياة دنيوية في قبره.

قال: [ودينه باق].

هناك بعض المفكرين والمشتغلين بما يسمى تجديد الفكر الإسلامي وأكثرهم ملاحدة في الحقيقة وهم يقولون: إن الدين كان مرتبطاً بظروف زمنية تاريخية محددة، ويجب أن يفهم على هذا الأساس، وأما في هذا الزمن فينبغي أن نأخذ المعاني العامة للدين وأما التطبيقات فنحن نطبقها حسب الظروف المعاصرة؛ لأننا نعيش حداثة ليست موجودة في العصور السابقة، ولهذا يبيحون الحكم بغير ما أنزل الله، والانقطاع والانفصام التامين بين المسلم وبين الدين؛ لأن الدين كان في ظروف معينة تاريخية وقد انتهى مع هذه الظروف.

[وهذا دينه لا خير إلا دل الأمة عليه، ولا شر إلا حذرها منه].

وهذا يوجب اتخاذه مصدراً في التلقي في معرفة الخير ومعرفة الشر.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [وهذا دينه لا خير إلا دل الأمة عليه، ولا شر إلا حذر الأمة منه].

وأعظم الخير التوحيد، وأعظم الشر الشرك.

[بعثه الله إلى الناس كافة].

وفي هذا رد على طائفة من النصارى الذين يرون أن بعثته كانت للعرب فقط، وهذا خطأ فقد كانت بعثته للناس كافة إنسهم وجنهم.

[وافترض الله طاعته على جميع الثقلين الجن والإنس، والدليل قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف:١٥٨]].

وهذا خطاب لكل الناس، وكما قال الله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ:٢٨] للناس كلهم، فلا يخرج أحد عن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم.

[وأكمل الله به الدين].

فلا يحتاج إلى إتمام، وفي هذا رد على الرافضة المشركون الذين يقولون: إن الشريعة لم يكملها النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أعطى الناس ما كانوا يحتاجونه في تلك الفترة، ثم أودع البقية عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأعطى علي بن أبي طالب رضي الله عنه الناس ما يحتاجونه في زمانه ثم أعطاها للأئمة إماماً بعد إمام حتى العصر الحديث عندما زعموا أن محمد بن الحسن العسكري دخل سرداباً ولم يخرج إلى الآن، ثم نصبوا أنفسهم وسطاء بين الناس وبين محمد بن الحسن العسكري، علماً أنه لا يوجد شخص حقيقي اسمه محمد بن الحسن العسكري، فأبوه الحسن العسكري مات ولم يخلف، ومع هذا يدعون أن له ابناً كان يختبئ عن النواصب الذين يبحثون عنه لقتله، ثم دخل في سرداب وهو حي موجود إلى الآن، فلماذا لا يخرج من السرداب؟ قالوا: إنه سيخرج من السرداب عندما يأذن الله عز وجل، وسيتبدل وجه الأرض بعد ذلك، ولهذا فإن المجرم مقتدى الصدر الذي يذبح إخواننا أهل السنة في العراق يزعم أنه التقى بـ المهدي وأنه أباح للناس الحشيشة، والعجيب أنه يكذب ويعرف أنه يكذب ويصدقه آلاف مؤلفة من البشر ويبنون دينهم على كذبه هذا، وقد ذكر شيخ الإسلام أن دين هؤلاء هو الكذب، فهم يتدينون لله عز وجل بالكذب، وهم يقولون: نحن نكذب للدين وليس على الدين أي: لمصلحته.

<<  <  ج: ص:  >  >>