للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحكمة من إرسال الرسل]

قال المصنف رحمه الله تعالى: [وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين، والدليل قوله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء:١٦٥]، وأولهم نوح عليه السلام].

والدليل على أن أولهم نوح هو حديث الشفاعة وهو أقوى من الدليل الذي ذكره المصنف.

قال المصنف رحمه الله: [وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، والدليل على أن أولهم نوح عليه السلام قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء:١٦٣]].

ووجه الدلالة من هذه الآية يكون من وجهين: الوجه الأول: قوله: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ} [النساء:١٦٣]، فبدأ بنوح، فدل على أنه هو الأول، ثم قال: {وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء:١٦٣]، فقوله: {وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء:١٦٣] يدل على أنه هو الأول والنبيون جاءوا من بعده، كما جاء الحديث عن النبيين بشكل مجمل، أي: أنهم كلهم بعده وهو قبلهم، لكن الدليل الصريح في ذلك حديث الشفاعة؛ لأنهم إذا أتوا إلى نوح يقولون - كما جاء في الحديث -: أنت أول رسول، ففيه تصريح بالأولية.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [وكل أمة بعث الله إليها رسولاً من نوح إلى محمد يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت].

ونحن نلاحظ أن الشيخ دائماً يركز على موضوع رسالات الأنبياء، وهو الأمر بالتوحيد، وعبادة الله عز وجل، والكفر بالطاغوت.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [والدليل قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:٣٦].

ويلاحظ أيضاً كثرة ربط كلام الشيخ بالأدلة في كل مسألة من المسائل.

<<  <  ج: ص:  >  >>