للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صفات الله تعالى الاختيارية]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن نبينا محمداً إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين.

أما بعد: موضوع صفات الله سبحانه وتعالى الاختيارية موضوع طويل ومتشعب وهو مهم جداً لوجود مجموعة كبيرة من صفات الله سبحانه وتعالى ضمن هذه الصفات الاختيارية، وقد اتفق النفاة على نفيها جميعاً.

فالصفات الاختيارية هي الصفات الفعلية، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة خاصة بالصفات الاختيارية موجودة في مجموع الفتاوى أظنها في (ج٦) وتشتمل على خمسين صفحة تقريباً، يقول عن الصفات الاختيارية: هي الأمور التي يتصف بها الرب عز وجل فتقوم بذاته بمشيئته وقدرته مثل: كلامه، وسمعه وبصره، وإرادته ومحبته ورضاه، ورحمته وغضبه وسخطه، ومثل: خلقه وإحسانه وعدله، ومثل: استوائه ومجيئه وإتيانه ونزوله ونحو ذلك من الصفات التي نطق بها الكتاب العزيز والسنة.

فاسم الصفات الاختيارية اسم عام يشمل عدداً كبيراً من صفات الله سبحانه وتعالى المتعلقة بمشيئته وإرادته.

فهناك نوع آخر من الصفات يسمى الصفات الخبرية، والصفات الخبرية جزء منها من الصفات الاختيارية، والجزء الآخر من الصفات الذاتية.

من الصفات الخبرية: إثبات الوجه واليدين والعينين والساق والقدم، ونحو ذلك من الصفات اللائقة بالله سبحانه وتعالى، وهي من صفات الكمال والجلال والجمال، لا يشبهها مخلوق من المخلوقات أبداً.

والصفات الاختيارية يثبتها أهل السنة والجماعة كما نطق بها القرآن الكريم، وكما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويثبتونها كما يثبتون الصفات الخبرية، فهم يثبتون أن لله عز وجل يدين وعينين، وأن له وجهاً سبحانه وتعالى يليق به، كل ذلك من غير تشبيه ولا تمثيل.

وكذلك يثبتون أنه سبحانه وتعالى يتكلم وينزل ويضحك ويجيء ويأتي، ويحب ويبغض ويغضب ويكره، ونحو ذلك من الصفات الفعلية وهي التي يسميها العلماء: الصفات الاختيارية.

<<  <  ج: ص:  >  >>