للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأدلة القرآنية على قبول خبر الآحاد في العقائد والأحكام]

والآحاد مقبول عند أهل السنة في مسائل العقائد وفي مسائل الأحكام, والدليل على أن الآحاد مقبول في مسائل العقائد ومسائل الأحكام كثيرة جداً, وممن تحدث عن هذا الموضوع الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الرسالة, وقد ذكر فيها الأدلة الدالة على قبول أخبار الآحاد.

والأدلة على أن أخبار الآحاد مقبولة كثيرة في القرآن والسنة, وقد أفرد لها البخاري رحمه الله في صحيحه كتاباً خاصاً سماه: كتاب أخبار الآحاد, واستدل على قبول أخبار الآحاد بالقرآن والسنة.

فأما القرآن فاستدل بقول الله عز وجل: {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة:١٢٢]، فهذه الآية تدل على أن خبر الآحاد مقبول, ووجه الدلالة أنه قال: {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ} [التوبة:١٢٢] والفرقة هي الجماعة من الناس.

وقوله: {وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} [التوبة:١٢٢]، يعني: يخبروا قومهم بالنذارة التي عرفوها من التفقه.

وهذا يدل على أن قولهم مقبول.

والطائفة يصح لغة أن تطلق على الشخص الواحد, فلو نفر شخص واحد من مجموعة وتفقه في الدين ثم جاءهم وأخبرهم بشرع الله عز وجل لوجب قبوله، وهذا هو منطوق الآية، وهو ظاهر الآية.

ويدل على أن الطائفة تطلق على الشخص الواحد، قول الله سبحانه وتعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات:٩] وهي تصح في اقتتال اثنين فقط، بل إنها كما يقول بعض المفسرين: نزلت في مقاتلة وقعت بين اثنين من المسلمين, فيسمى كل واحد طائفة لغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>