للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحوض المورود]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وفي عرصات القيامة].

العرصات: جمع عرصة، والعرصة: هي المكان الفسيح بين المباني، وعرصات القيامة: يعني: المواقف التي تكون يوم القيامة.

قال المؤلف رحمه الله: [وفي عرصات القيامة: الحوض المورود].

والحوض ورد وصفه في السنة النبوية بأنه: حوض كبير يكون يوم المحشر، طوله: مسيرة شهر وأكثر، يعني: بالإبل، ولونه: أبيض من اللبن، وطعمه: أحلى من العسل، وعليه أكواب كعدد نجوم السماء، وفي بعض الروايات: أن هذه الأكواب كنجوم السماء.

وفي هذا اللفظ الثاني زيادة معنى، وهي: أنها منيرة وجميلة وتشبه نجوم السماء من حيث الجمال والهيئة الحسنة، وهذا الحوض من شرب منه لا يظمأ أبداً.

والذي لا يرده صنفان: الكفار، وأهل البدع، فأهل البدع لا يردون الحوض؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أنا فرطكم على الحوض)، ثم قال: (إنه يذاد عنه بأقوام)، يقول: (أعرفهم) ومعرفته لهم، يعني: أنهم من المسلمين قال: فأقول: (أصحابي! أصحابي!)، وفي لفظ: (أصيحابي! أصيحابي!) فيقال: (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).

والإحداث هو: العمل بأحكام الشرع على غير طريقة المرسلين.

وأهل العلم يسوقون هذا الحديث في ذم أهل البدع، وهذا يدل أيضاً على أن الحوض قد يرد عنه طوائف من أهل البدع مع أنهم من المسلمين وليسوا من الكفار.

وفي حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن لكل نبي حوضاً).

وقد اختلف أهل الحديث في صحة هذا الحديث، وقد رواه ابن أبي عاصم، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى بمجموع الطرق، وهو عنده حسن أو صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>