للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[محبة أهل السنة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم]

يقول: [ويحبون -يعني: أهل السنة- أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم].

وأهل البيت يدخل فيهم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:٣٣].

فقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزاب:٣٣] جاء في سياق الحديث عن نساء النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهن من أولى من دخل في آل بيته صلى الله عليه وسلم.

وأيضاً: من آل البيت جماعات آخرين وردت فيهم رواية في صحيح مسلم من حديث الحصين بن سبرة أنه قال لـ زيد بن أرقم: ومن أهل بيته يا زيد؟ يعني: من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.

قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، يعني: آل الحسن وآل الحسين وآل محمد بن الحنفية وآل عقيل، وهو عقيل بن أبي طالب أخو علي بن أبي طالب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم.

وآل جعفر: وهو جعفر بن أبي طالب أيضاً ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم.

وآل عباس: والعباس هو ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم.

فكل هؤلاء حرام عليهم الصدقة.

إذاً: آل البيت يشمل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وآل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العباس، يشمل هؤلاء جميعاً ومن جاء من بعدهم من نسلهم.

وآل البيت لهم أحكام فقهية تحدث عنها أهل العلم في أماكنها، ومنها: أن الصدقة محرمة عليهم، وأن لهم حقاً في بيت مال المسلمين.

يقول: [ويحبون أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم].

وتخصيصه أهل البيت؛ لأن أهل البيت بالذات لهم ثلاثة أمور تجلب محبتهم: الأمر الأول: الإيمان.

والأمر الثاني: الصحبة.

والأمر الثالث: لأنه من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

ومحبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أمر معتبر شرعاً، ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للصحابة: (أذكركم الله في أهل بيتي).

يقول: [ويحبون أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم].

وغدير خم هذا غدير قريب من الجحفة، قريب من منطقة رابغ بين مكة والمدينة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا القول عندما رجع من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة، لما جاء إلى غدير خم قال للصحابة رضوان الله عليهم: (أذكركم الله في أهل بيتي) وهذه وصية واضحة.

وقال أيضاً للعباس عمه، وقد اشتكى إليه بعض قريش من بني هاشم، فقال: (والذي نفسي بيده! لا يؤمنوا حتى يحبوكم لله ولقرابتي) وهذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود الطيالسي، ورواه أيضاً الإمام أحمد في فضائل الصحابة، وفي إسناده ضعف، ويمكن مراجعة كلام محقق فضائل الصحابة على هذا الحديث.

وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الله اصطفى بني إسماعيل من العرب، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) وهذا حديث صحيح رواه مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>