للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشعور بالإحباط من انتصار دين الله من سوء الظن بالله]

هناك نوع من الظن بالله غير الحق ظن الجاهلية لا يدخل في الكفر الأكبر، وهو الشعور بالإحباط في انتصار هذا الدين مع الإيمان بوعد الله سبحانه وتعالى، والإيمان بخبر الله سبحانه وتعالى في انتصاره، فهذه المشاعر التي تحصل عند كثير من الناس عندما يرى أحدهم جهامة الباطل وقوته، ويرى ضعف أهل الحق، قد يخالطه شعور بأنه لن ينتصر هذا الدين مع وجود أسلحة الدمار الشامل، ولن يظهر هذا الدين، ولن تكون له صولة وجولة بشكل كبير.

فنقول لمن هذا حاله أولاً: لا يشترط في ظهور هذا الدين أن يكون له دولة عظيمة وكبيرة، وإنما ظهور هذا الدين هو ظهور حجته وبيانه، واستمراره وعدم انقطاعه، وقبول كثير من الناس له.

ثانياً: أن الله عز وجل أخبر أن هذا الدين سيظهر، ولا بد من الإيمان بخبر الله عز وجل ووعده، ولا بد من التصديق بذلك، ومن شك فهو على خطر في عقيدته، وأما من خالطته مشاعر وهو غير شاك فذلك دليل على ضعف الإيمان عنده، ولكن لا يخرجه ذلك من الملة، وإنما يخرج من الملة من كذّب خبر الله أو شك فيه، مع أن الواقع هو أن الحق منتصر ولله الحمد، وليس الانتصار دائماً بالسيف، وإنما يكون بالحجة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين)، قال الشيخ عبد الرحمن با بطين: ظاهرين بالحجة دائماً.

يعني: أصحاب حجة وبيان، وبالسيف أحياناً، فقد تكون لهم دولة في بعض الأحيان وقد لا تكون لهم دولة في بعض الأحيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>