للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معنى السنة]

السنة في المصطلح الشرعي معناها طريقة النبي صلى الله عليه وسلم سواء كانت واجبة أو مستحبة، وسواء كانت في العقائد أو في الأعمال، فالسنة هي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأعماله ومعتقداته، وبناء على هذا يدخل في هذا المصطلح الشرعي الواجبات وأصول العقائد والمستحبات وفروع الأحكام، هذه كلها تدخل في معنى السنة، ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار).

فجعل لفظ السنة هنا عاماً لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل المقابل لها البدعة، ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من رغب عن سنتي فليس مني) وهذا هو الاصطلاح الشرعي الوارد في النصوص.

ولكن الفقهاء لهم اصطلاح خاص بالسنة فقالوا: إن السنة ما يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، فيسمون بعض الأعمال والأقوال التي لا يؤثم تاركها ويكون لفاعلها الأجر عند الله عز وجل بأنها سنة، مثل السنن الرواتب، والوتر عند غير الأحناف، أو بعض الأذكار مثل سيد الاستغفار فكل هذه تعتبر من السنن.

ولكن المصطلح الشرعي للسنة أوسع من ذلك فيدخل فيها الواجبات، ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم المقابل لها البدعة، بينما السنة في اصطلاح الفقهاء يقابلها الواجب، لكن إذا وردت السنة في الحديث مثلاً أو خبر في قول الصحابة أو التابعين فإن المراد بهذه السنة السنة الشرعية بمعناها الشرعي العام.

<<  <  ج: ص:  >  >>