للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شرح مجمل لخاتمة لامية شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وكذا الصراط يمد فوق جهنم فمسلم ناج وآخر مهمل والنار يصلاها الشقي بحكمة وكذا التقي إلى الجنان سيدخل ولكل حي عاقل في قبره عمل يقارنه هناك ويسأل هذا اعتقاد الشافعي ومالك وأبي حنيفة ثم أحمد ينقل فإن اتبعت سبيلهم فموفق وإن ابتدعت فما عليك معول] هذه الأبيات مشتملة على مجموعة من المسائل سنتحدث عنها بالتفصيل إن شاء الله.

قوله: (وكذا الصراط يمد فوق جهنم) يعني: مد الصراط بمعنى نصبه على جهنم، (فمسلم ناج)، يعني: بعد مجاوزته للصراط سلم ونجا من خدش هذا الصراط أو الوقوع في جهنم، (وآخر مهمل) يعني: ساقط في النار.

قوله: (والنار يصلاها الشقي بحكمة وكذا التقي إلى الجنان سيدخل).

معناها العام واضح: وهو أن النار يدخلها ويصلى لظاها الشقي الذي عصى الله سبحانه وتعالى، سواء كانت شقوته شقوة تامة، مثل: حال الكافر، أو كانت ناقصة مثل: حال العاصي الذي حكم الله عليه بأن يكون من أهل النار، ثم يخرج منها، (وكذا التقي إلى الجنان سيدخل).

قوله: (ولكل حي عاقل في قبره عمل يقارنه هناك ويسأل).

يعني: كل إنسان إذا دخل قبره فإن عمله سيكون معه مقارناً له، ويسأل عن ربه وعن نبيه وعن دينه، كما ورد في الأحاديث.

قوله: (هذا اعتقاد الشافعي ومالك) يعني: هذا الاعتقاد السابق في باب الصحابة، وفي باب الصفات، وفي مسألة العلو والرؤية والنزول، وفي باب الغيبيات، وما سبق من الكلام في موضوع الميزان والحوض والصراط ونحو ذلك، كل هذا اعتقاد للشافعي وهو محمد بن إدريس الشافعي العالم المعروف، ومالك وهو مالك بن أنس وهو الإمام المعروف صاحب الموطأ.

قوله: (وأبي حنيفة ثم أحمد ينقل) يعني: أن أبا حنيفة وهو النعمان بن ثابت وهو من علماء الكوفيين المشهورين، وأحمد وهو أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله تعالى ومن علماء بغداد المشهورين، ومن أئمة أهل السنة المقتدى بهم.

قوله: (ينقل) يعني: ينقل هذا الاعتقاد عن التابعين وعن الصحابة وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قوله: (فإن اتبعت سبيلهم فموفق) يعني: إن سرت على طريقتهم، وعلى هديهم وسمتهم ومعتقدهم، فإنك ستكون بإذن الله تعالى موفقاً للسنة، (وإن ابتدعت فما عليك معول) يعني: إذا خرجت عن طريقتهم بالابتداع ومخالفة سبيلهم بالإحداث فليس عليك معول، وليس لك مكانة ومنزلة، هذا ما يتعلق بهذه الأبيات بشكل عام.

أما المسائل الموجودة في هذه الأبيات، فهي مسألة الصراط، ومسألة الجنة والنار، ومسألة عذاب القبر ونعيمه، ومسألة اتفاق الأئمة الأربعة في العقيدة، ومسألة ضرورة موافقة الإجماع، هذه المجموعة من المسائل التي سنتحدث عنها بإذن الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>