للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إعراب خاتمة لامية شيخ الإسلام وأهمية الإعراب في فهم المعنى]

قوله: (والمؤمنون يرون حقاً ربهم) في الدرس السابق ذكرنا إعراب (حقاً) أنه مفعول أول و (ربهم) مفعول ثان، وقد استدرك أحد الإخوة استدراكاً جيداً، وهو أن (رأى) تنصب مفعولين إذا كانت بمعنى رأى القلبية، أو العلمية، أما رأى البصرية فإنها لا تنصب إلا مفعولاً واحداً.

ونحن هنا في مقام إثبات الرؤية البصرية، وهذا يتناقض مع إعرابنا بأن (حقاً) هي مفعول أول و (ربهم) مفعول ثان.

إذاً: هذا الإعراب خطأ وكلام الأخ صحيح، فقوله: (يرون) فعل وفاعل، (وربهم) هو المفعول، وحقاً يمكن أن تعرب مثلاً تمييزاً أو مفعولاً مطلقاً.

إذاً: رؤية العين تتعدى لمفعول واحد، ورؤية القلب تتعدى لمفعولين، فمن رأى بالعين حقيقة قوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} [الأنعام:٧٦]، وقوله سبحانه: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل:٨٨]، وقوله سبحانه: {إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} [طه:١٠]، ومن رؤية القلب أو العقل وهي بمعنى الظن كقوله سبحانه: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} [فاطر:٨]، أو بمعنى العلم قوله: {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا} [الأعراف:١٤٩]، وقوله: {إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الأنعام:٧٤]، وقوله: {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ} [يس:٧٧]، وحيث إن الرؤية بالعين في البيت: (والمؤمنون يرون حقاً ربهم) فإنها تتعدى إلى مفعول واحد وهو كلمة رب، في (ربهم)؛ لأنها رؤية بصرية، أما كلمة (حقاً) فقد يكون إعرابها تميزاً، أو مفعولاً مطلقاً أو حالاً، حيث إن كلمة (صدقاً) في قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام:١١٥] أعربت كذلك، وقد تكون صفة منصوبة للرؤية، والإعراب قد يحتمل هذا وذاك؛ لأنه كما يقولون: الإعراب عرف المعنى.

الواو حسب ما قبلها، والكاف حرف جر، وذا اسم إشارة مبني في محل جر بهذا الحرف.

(وكذا الصراط) الصراط يمكن إعرابها بدلاً؛ لأنه هناك قاعدة: وهي أن كل اسم إشارة يأتي بعده اسم معرف بالألف واللام يعرب بدلاً.

(يمد) فعل مضارع مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.

(فوق) ظرف مكان مبني على الفتح.

(جهنم) جهنم مضاف إليه.

(فمسلم) مبتدأ، (ناج) خبر مرفوع والضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل، وكلمة (ناج) أصلها (ناجي) فحذف حرف العلة.

قوله: (وآخر) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، (مهمل) خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

و (النار) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

(يصلاها) يصلي: فعل مضارع، والهاء هنا ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و (الشقي) فاعل، والجملة الفعلية خبر.

(بحكمة) جار ومجرور، (وكذا التقي) تعرب مثل (وكذا الصراط)، (إلى الجنان) جار ومجرور، (سيدخل) فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو، والسين تدل على الاستقبال.

قوله: (ولكل) جار ومجرور.

(حي) مضاف إليه، (عاقل) صفة، (في قبره) جار ومجرور، وقبر مضاف والهاء مضاف إليه.

(عمل) مبتدأ مؤخر، (يقارنه) فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره: هو، والهاء في محل نصب مفعول به.

(هناك) هي كلمة اعتراضية لا محل لها من الإعراب، جاءت بين جملتين: الجملة الأولى: أسمية: ولكل حي عاقل، والجملة الفعلية: ويسأل، فكأنها جاءت لتحديد المكان، (ويسأل) فعل مضارع مرفوع ومعه فاعله.

(هذا) مبتدأ مرفوع، (اعتقاد) خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

(الشافعي) مضاف إليه، (ومالك) معطوف.

(وأبو حنيفة) الواو هنا استنئافية.

(ثم أحمد) معطوف على أبي حنيفة.

(ينقل) فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو، يعود على أبي حنيفة وأحمد، وحينئذ يكون الشطران مختلفين، هذا اعتقاد الشافعي ومالك، وهذا نقل أبي حنيفة وأحمد، وليس هناك فرق بين النقل والاعتقاد؛ لأن النقل هو للاعتقاد، لكنه أراد أن ينوع، يمكن أن يكون هذا إعراباً صحيحاً.

(فإن اتبعت) الفاء عاطفة، وإن حرف شرط، واتبعت فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(سبيلهم) مفعول به منصوب وهو مضاف والهاء مضاف إليه، والميم علامة الجمع.

(فموفق) جواب الشرط مقترن بحرف الفاء، والجملة الإسمية واقعة في جواب الشرط.

(وإن ابتدعت) هذه مثل (وإن اتبعت) (فما) ما نافية، (عليك) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم.

(معول) مبتدأ مؤخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>