للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرد على من يصم علم العقيدة والفرق بأنها تصيب العقل بالهوس]

السؤال

ما رأيك فيمن يقول بأن علم العقيدة والفرق يهوس العقل، وخصوصاً إذا كان متعلماً وممن يعرف بالذكاء والفطنة، مع بيان أهمية تعلم العقيدة؟

الجواب

كيف تهوس العقيدة العقل وهي موجودة في القرآن، هل القرآن يهوس العقل؟! القرآن مليء بالآيات في الصفات وفي النبوات، وفي اليوم الآخر، وفي الإيمان، والأحاديث مليئة بذلك، كيف يقال: إنها تهوس العقل؟! والكلام في الفرق لا يكون إلا لمن كان من أهل العلم المتخصصين، حتى لا يحمل الناس قولاً لم يقولوه؛ ولهذا أكثر من يتكلم في هذه القضايا يكون من الجهال، حتى لو كان من أكبر المشهورين، فأنا سمعت عن شخص يقول: الذين يدرس العقيدة إما يعقد غيره وإلا يتعقد هو، أقول: هذا جاهل، إذا كان هناك أشخاص من الذين درسوا العقيدة أخطئوا يحدد خطأهم، ويقول: هناك مجموعة درسوا العقيدة لكنهم أخطئوا، أو عندهم غلوا، والدليل أن عندهم غلواً هو كذا وكذا، أما التعميم بأن من درس العقيدة يعقد أو يتعقد!! أو يهوس العقل!! فهذا كلام في الحقيقة في غاية الخطأ، ويدل على عدم وجود فهم وحسن منطق في عرض أي قضية من القضايا.

إذاً: الصحيح هو إذا أخطأ شخص أن يحدد الخطأ الذي أخطأ فيه، ويبين حجمه ودرجته.

وأتذكر أن شخصاً كان من المدمنين على الصحف، وكان رجلاً غير متدين، فكان ينصحني وأنا شاب صغير ويقول لي: لا تدرس الكتب؛ فإنها تهوس عقلك، قلت: والصحف التي تقرؤها ألا تلخبط العقل وتهوسه أم الكتب هذه فقط؟ فسكت، ولم يجب بشيء؛ لأنه إذا كانت القراءة في الكتب تهوس العقل فالأولى أن القراءة في الصحف تهوس العقل وتضيعه؛ لأن غالبها كذب وكلام ساقط، أما كتب أهل العلم فإذا لم تهديك إلى الخير لا تضرك بإذن الله تعالى.

فالحقيقة أن الكثير من الناس يتكلمون في كثير من المسائل بدون علم.

<<  <  ج: ص:  >  >>