للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم البرمجة اللغوية العصبية]

السؤال

هل البرمجة اللغوية العصبية من النوازل العقدية، وما رأيكم فيها؟

الجواب

البرمجة اللغوية العصبية كوسيلة من وسائل التدريب والسلوك تعتبر نازلة فعلاً، والرأي الصحيح فيها أنها لا تجوز؛ لأنها مبنية على فلسفة غربية، فأول ما بدأت البرمجة اللغوية العصبية بدأت على أنها فلسفة معينة تنطلق من أن قدرات الإنسان لا حدود لها، وأن الإنسان بإمكانه أن يصنع المعجزة، وأساسها الفلسفي القديم هو أن هذا الكون مترابط بالأسباب، وأنه لا توجد قوة خارجية، وإنما قوته في ذاته، وأن النبوة تعتمد على قوة الشخصية، وأن المعجزة تعتمد على التأثير الذاتي من الشخص في الشيء الآخر، وانعكاسات هذا الأمر -ربما في البلاد الإسلامية- لم تأت مثل هذه الموبقات؛ لأنها تعارض أصول الدين، لكن من انعكاساتها الواضحة: أن هؤلاء الأشخاص الذين يأكلون الجمر أو يمشون عليه ويخيلون للناس أنهم يمشون فعلاً على الجمر، وعند النقاش يعترفون بأنه في الحقيقة لا يمشي على الجمر، فإذا كنت في الحقيقة لا تمشي على الجمر فلماذا تبين للناس أنك تمشي على الجمر؟ فيقول: أبين لهم أن الإنسان عنده قدرة.

إذاً: قل لهم: إن الإنسان عنده قدرة من غير أن تكذب، تقول: أنا أمشي على الجمر، ثم تقول: لا، قد جعل الله عز وجل من خواص الجلد الطبيعية أنه إذا اقترب من الجمر يحترق، فما هو المانع من احتراق جلدك عندما تمشي على الجمر؟ يقول: قوة إرادة، قلنا له: يا أخي! حتى لو كانت قوة إرادتك مثل الجبال، فإن الجلد هكذا خلقه الله تحرقه الجمر، لكن لو قلت لي: الجمر يحرقني لكن أصبر، يمكن لي أن أتقبل مثل هذا الكلام، وأن عندك قوة تحمل، لكن تقول: الجلد لا يحصل له شيء، آكل الجمر ويدخل في جوفي وما يتقطع المريء، ما هو المانع من تقطع المريء؟ مع أن المريء بطبيعته أنه إذا وقع عليه شيء حار تقطع، يقول: لا، أنا عندي قوة إرادة! قلنا: إرادتك في قلبك تجعلك تصبر، لكنها لا تجعل المريء الذي من طبيعته أن يتقطع لا يتقطع، ومع الأسف أن بعض الدعاة ينبهر بما عند الآخرين من علوم جديدة ويطبقها في بلده بل بعضهم حاول يؤسلمها كما يسمون، فيأتي بأمثلة غير صحيحة، ويأتي بتفسير لبعض الآيات القرآنية غير صحيح، وهو ليس من أهل الشريعة ولا من أهل العلم، ويأتي أيضاً بشرح لأحاديث بطريقة غير صحيحة، فهذا العلم لا شك أنه علم غير صحيح بناءً على ما سبق أن أشرنا إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>