للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نصيحة تبين خطر اقتناء الدش وحكم تأجير المحلات على الفاسدين]

السؤال

لقد انتشرت أجهزة الدش في هذه البلدة بكثرة فهل من كلمة في هذا الأمر ونصيحة إلى أولئك الذين يؤجرون الاستراحات لهؤلاء الفاسدين من الناس؟

الجواب

ذكرت لكم القصة قبل قليل عن ذلكم الطفل الذي في أول ثانوي الذي كان يفعل الفاحشة في إخوانه بسبب الدش، وأنا أقول لكم جميعاً: أبلغوا هؤلاء وناصحوهم أن السعيد من وعظ بغيره، والشقي من وعظ بنفسه، وإذا وقع الفأس بالرأس لم ينفع العلاج إلا بصعوبة، ولذلك فالإنسان يحتاط كل الاحتياط ألا تكون العظة فيه، وألا تكون التجربة فيه، وألا تكون المصيبة فيه وفي أولاده.

يعني: دعوني أذكر لكم قصة موجزة صغيرة: استدعت الهيئة أحد الآباء - وهو أب صالح فيه خلق، ولكنه غني واشترى لأبنائه جهاز الدش، على أساس أنه نوع من التطور، والرجل الأب لو جالسته لرأيت فيه خلقاً دمثاً وصلاحاً بيناً، ففي يوم من الأيام يقول أحد أعضاء الهيئة: اتصلنا به وقلنا له: نريدك في حاجة ضرورية جداً، فجاء وقلنا له: لقد قبضنا على بنتين من بناتك في وضع مسيء للغاية، يقول: وقبل أن يأتي حققنا مع البنات فذكرن أن سبب وقوعهن في هذا الفساد هو مشاهدة الأفلام في جهاز التلفاز الذي يستقبل البث المباشر، المهم جاء الأب فقيل له بتلطف: الوضع كذا وبين له الوضع فسقط مغمياً عليه، ثم بعد أن استيقظ من الإغماء صار يبكي كالطفل، ويقول: {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} [مريم:٢٣] فضيحة.

إذاً: فإذا كنا سعداء فعلاً فعلينا أن نتعظ بغيرنا ونجعل غيرنا عظة لنا، نعم.

أما قضية تأجير الاستراحات لهؤلاء الفاسدين فأقول: إن تأجير الإنسان لاستراحة أو لمحل أو لدكان أو غير ذلك وهو يعلم قطعاً أنهم سيستخدمونه لفساد، فإن هذا المال الحاصل لهذا الإنسان حرام، ويكون بذلك قد أكل حراماً وأكّل أولاده حراماً، وصار سحتاً، وقد جاء في الحديث: (أيما جسد نبت من سحت فالنار أولى به) والإنسان عندما ينمي جسده من الحرام يأكل الحرام ويلبس الحرام كان ذلك أدعى في عدم إجابة دعائه، فتجده كلما رفع يديه إلى السماء: يا رب اغفر لي، يا رب ارحمني، يا رب أرزقني، يا رب أعطني، قيل له: لا لبيك ولا سعديك؛ لأن ملبسك حرام ومشربك حرام وغذاءك حرام، ومعنى هذا أن دعاءك لن يستجاب لك؛ بسبب هذا الحرام الذي أكلته، فلذلك يحتاط الإنسان في هذه المسألة: نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>