للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عقيدة الإمامة]

عقيدة الإمامة من العقائد الهامة جداً عند الشيعة، بل الإمامة عندهم هي أصل الدين الأصيل، وركنه الوحيد، فمن آمن بالإمامة فهو من أهل الجنة، ومن أنكر الإمامة فهو من أهل النار.

ولذلك يقولون: إن من أقر بولاية علي بن أبي طالب ولو كان يهودياً أو نصرانيا أو مجوسياً دخل الجنة، ويقولون: في المقابل، لو أن عبداً عبد الله سبحانه وتعالى منذ خلق الله السماوات والأرضين بين الركن والمقام، لا ينقطع عن العبادة أبداً، ولكنه لم يؤمن بإمامة آل البيت فإن الله سيكبه على وجهه في سقر.

وكذلك قالوا: لو أن عبداً جاء بعبادة سبعين نبياً ولم يقر بولاية أحد من آل البيت أكبه الله في النار على وجهه.

وكذلك يقولون: لو عبد الله حتى انقطع عنقه، ولم يأت بولاية آل البيت، فإنه سيكبه الله في النار.

إذاً: الإمامة والاعتراف بها أصل الدين الأصيل، وركنه الركين، ولذلك سموا بالإمامية نظراً لهذا السبب، أي: أنهم جعلوا الإمامة هي الأصل.

ويسطرون في كتبهم في كثير من الأحيان: أن الإمامة أكمل وأجل من النبوة.

ولذلك ذكر إمام لهم يسمى الطهراني في كتاب له اسمه (ودائع النبوة): أن الإمامة أجل من النبوة.

بل وذكر صاحب (الكافي) نصاً غريباً يقول: عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: بني الإسلام على خمس: على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والولاية.

اسقطوا الشهادة وأثبتوا الولاية.

ثم قال: ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية.

فالولاية عندهم مقدمة على الصوم والصلاة والزكاة والحج.

ثم قال: فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه، يعني: الولاية.

أما محمد بن حسين آل كاشف الغطاء الذي يسمى عندهم حجة الإسلام، وله عدة كتب منها: (أصل الشيعة وأصولها) وهذا الكتاب طبع ووزع بالملايين، فهو يطبع طبعتين: الطبعة الأولى تسمى: طبعة الاستهلاك الخارجي، والطبعة الثانية: طبعة الاستهلاك الداخلي.

أما طبعة الاستهلاك الخارجي فهي طبعة منقحة ليس فيها ذم للصحابة ولا ذم لأهل السنة ولا سب لهم؛ حتى يتأثر بها الناس.

أما طبعة الاستهلاك الداخلي فتحتوي على حقائق رهيبة جداً، فيما يتعلق بالتصريح بأسماء الصحابة سباً وشتماً ولعناً وذماً إلى آخر ذلك.

يقول محمد حسين آل كاشف الغطاء: إن أعظم ما بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم إنما هو الإمامة.

فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأت بشيء أعظم من الإمامة.

وهذا فيه من العجب العجاب الشيء الكثير.

أما قضية وجود الأئمة الاثني عشر هؤلاء وحصرهم في هذا العدد، فيقولون: إن أول من جاء بها هو أحد اليهود هشام بن الحكم، فأصله رجل يهودي تسمى باسم الإسلام، وهو الذي ذكر أن الأئمة اثنا عشر إماماً، وسطر ذلك في كتبه، فأخذ منه الشيعة ذلك.

ثم أقام الشيعة للتدليل على الإمامة بتحريف الآيات والنصوص والأحاديث وغير ذلك، وألف في ذلك الكثير من الكتب، من أبرز ذلك مثلاً كتاب (الألفين في أمامة أمير المؤمنين) لـ ابن المطهر الحلي يقول فيه: أردت أن أحصر فيه ألفي دليل على صحة إمامة علي بن أبي طالب، فأتى بألف وثمانية وثلاثين دليلاً، يعني: ما استطاع أن يصل بها إلى الألفين، وقد حرَّف الآيات وحرَّف الأحاديث، وحرَّف الوقائع التاريخية وحرَّف وحرَّف، حتى يثبت في ذلك الإمامة.

فهم يركزون على الإمامة تركيزاً مهماً، ولذلك تجد أن جل كتبهم تتحدث عن قضية الإمامة.

سأذكر لكم هذا النص الغريب العجيب، يقول نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية (٢/ ٢٧٩): لن نجتمع معهم -أي: أهل السنة- على إله ولا نبي ولا إمام.

يعني: لم يجتمعوا معنا لا على إله ولا نبي ولا إمام، لماذا؟ يقول: وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه وخليفته من بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب، ولا بذلك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا.

هذا قمة الكفر بالنسبة لهؤلاء، فكأنهم يؤمنون برب غير الله، ويؤمنون بنبي غير محمد الذي جُعل خليفته أبو بكر، بل يقولون: إن ربنا هو الذي أوصى محمداً بأن يجعل علي بن أبي طالب خليفته، هذا هو قولهم بهذا.

فنتيجة لتقرير الإمامة وإيصالها إلى أعلى درجة، فإنهم جحدوا الاتفاق فيما بيننا وبينهم في مسألة الألوهية والربوبية، وهذا النص سيكون حجراً يلقم به كل من قال: لا خلاف بيننا وبين الشيعة إلا في (٥%) أو (١٠%)، أو خلافنا معهم في الفروع فقط لا غير.

فلذلك نقول لهؤلاء: ما رأيكم في هذا النص؟ علقوا على هذا النص كيفما شئتم، وسيتبين لكم فعلاً أن هؤلاء الشيعة بسبب اعتقادهم هذا لا يصح أن نقول: إنهم من أهل الإسلام، بل هم كفرة خارجون عن دين الله سبحانه وتعالى، فهم لا يؤمنون بربنا ولا يؤمنون بنبينا ولا يؤمنون بأئمتنا، وبالتالي فهؤلاء ليسوا منا ولسنا منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>