للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشيعة في الماضي المواقف والأهداف]

ننتقل إلى موضوع جديد في هذا اللقاء المتواصل حول الشيعة الرافضة، ذلكم هو: الشيعة المواقف والأهداف.

والمواقف والأهداف تأخذ جانبين اثنين: أولاً: الشيعة في الماضي.

ثانياً: الشيعة في الحاضر.

الشيعة في الماضي سنطرقهم ثم ننتقل بعد ذلك إلى عرض للشيعة في الحاضر.

أما الشيعة في الحاضر فسنطرق قضيتهم من خلال عرض الأهداف العامة والأهداف الخاصة الآن، وسيكون عرضاً تفصيلياً لأهداف الشيعة ومخططاتهم، وبرامجهم في غالب الدول الإسلامية، فنأخذها دولة دولة، ونعرض لمناهجهم في هذه الدول، ثم بعد ذلك نعرض لوسائل التبليغ ومجالات الدعوة وطرق الدعوة عند هؤلاء الشيعة، مع ذكر القصص والنماذج موثقة من كتبهم أو من نشراتهم أو من مجلاتهم أو من جرائدهم.

وهناك أشياء كثيرة أحاول أن ألخصها لأعرضها لكم إن شاء الله في الدرس القادم.

النقطة الأولى: الشيعة في الماضي.

أولاً: لابد أن يعي المسلم أن الشيعة مهما اختلفت أصولهم فإنهم متفقون على أن عدوهم الأول هم أهل السنة.

فالشيعة من نصيرية ودروز وباطنية إسماعيلية وقرامطة وإمامية وبهرة إلى آخر ذلك، كل هؤلاء يعدون فرقاً متفاوتة، لكنهم متفقون على أن عدوهم هم أهل السنة والجماعة.

ثانياً: أنهم منذ أمد طويل وهم يبذلون ويبذلون ويبذلون؛ ليتمكنوا من إقامة دولة مستقلة لهم.

وهم بقوتهم وتصميمهم على إنشاء الدولة لم تتغير منذ ألف سنة إلى زماننا هذا، فعندهم إرادة وعمل دءوب لتكوين هذه الدولة وصبر ومصابرة حتى حققوا هدفهم وكونوا دولة لهم.

ثالثاً: هذا عرض لنماذج من الدول التي أقاموها مع وقفات مع هذه الدول، ولعل بعضاً منها قد ذكرته في لقاء مسبق حول صور من التحدي اليهودي، لكن سأعرضها بشكل موجز لمن لم يحضرها ولم يستمع إليها.

أولاً: الدولة العبيدية، قاموا بإنشاء الدولة العبيدية التي استمرت (٢٧٠) سنة، من سنة (٢٩٧ هـ) إلى سنة (٥٦٧ هـ)، والتي أزالها صلاح الدين الأيوبي رضي الله تعالى عنه ورحمه.

هذه الدولة عندما قامت وسيطرت على شمال إفريقيا وعلى الشام وعلى الحجاز ساهمت مساهمة فعالة في نشر المذهب الرافضي في تلك المناطق، وكان من وسائلهم المتعددة والكثيرة جداً: القضاء على كتب أهل السنة تماماً، فلا يوجد صحيح البخاري ولا مسلم ولا موطأ الإمام مالك ولا مسند الإمام أحمد عند الناس، بل ومن وجد عنده كتاب من هذه الكتب يقتل، وذلك أنهم أصدروا قراراً وقانوناً أن من وجد عندهم موطأ الإمام مالك يقتل، بهذا النص، وبالتالي كان الناس يخفون هذه الكتب؛ خوفاً من القتل، وخوفاً من السجن والاضطهاد من قبل هؤلاء.

كذلك عندما رأوا أن الناس يعكفون على القرآن والسنة قراءة وحفظاً وتلقياً وتدريساً وتعليماً فقاموا بإيجاد البديل عن طريق نشر الكتيبات الرخيصة السهلة اللذيذة في بعض الأحيان، وهي ما تسمى بالسير الشعبية، كتغريبة بني هلال، وسيرة حمزة البهلوان، وقصة سيف بن ذي يزن، وقصة الأميرة ذات الهمة إلى آخر ذلك من الكتيبات الصغيرة الرخيصة الثمن التي تطبع إلى وقتنا هذا وتنشر في كل مكان.

وكلها عبارة عن شعوذة قصص باطلة، وكلام ليس له قيمة، لكنها حبكت حبكاً جميلاً، وعرضت فيها قصائد جميلة، حتى إن كثيراً من العامة بدءوا يقرءونها حتى في المساجد.

كذلك تعاون العبيديون مع النصارى الصليبيين في حرب الدولة الزنكية، الدولة الزنكية بقيادة عماد الدين زنكي وابنه نور الدين زنكي وغيرهما، فالدولة الزنكية كانت تحارب الصليبيين، فكان الصليبيون يستنجدون بالدولة العبيدية فتنجدهم ضد الدولة الزنكية.

والعبيديون يسمون أنفسهم فاطميين، وإلا فالأصل أنهم عبيديون؛ لأنهم ينتسبون إلى عبيد الله بن ميمون القداح الديصاني، وهو رجل يهودي، وكان يدعو في شمال أفريقيا إلى رجل من آل البيت، فعندما انضم إليه كثير من الناس ادعى الدعوة لنفسه، وألغى الذي كان يدعو له، وكون الدولة باسمه، وسميت الدولة العبيدية نسبة إليه.

كذلك من جهودهم أن كثيراً من وزرائهم ونوابهم والمسئولين في حكوماتهم كانوا يهوداً أو نصارى، وهذا يدل على مدى التعاون بين هؤلاء العبيديين والصليبيين.

هذه الدولة أسقطت ولله الحمد، لكن بعد أن فعلوا الأفاعيل في الدولة المسلمة.

والله سبحانه وتعالى من فضله تعهد بحفظ دينه، ولم يوكل حفظ هذا الدين لنا، وإلا لضيعناه منذ أمد بعيد، فقد تعهد سبحانه بحفظ كتابه، الذي بحفظه يحفظ الدين، فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:٩].

فهذا الذكر محفوظ بحفظ الله سبحانه وتعالى، ولم يسند حفظه لنا مثلما أسند دين اليهود والنصارى إليهم، فضيعوه فضاعوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>