للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المصدر الأول القرآن الكريم]

أما القرآن الكريم فإن أصحاب هذا المنهج هم نسل اليهود ونتاجهم وبالتالي فإن اليهود يريدون من أتباعهم ألا يرتبطوا بالقرآن الكريم، فوجدوا أن إدعاء تحريف القرآن منهج يجعل أتباع هذا المنهج يبتعدون عنه، فبدأوا أولاً في القدح في حملة القرآن من الصحابة: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعائشة ومعاوية وفلان وفلان، فبدءوا في المرحلة الأولى في ذم كل من ينتسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحبة، إلا عدداً يسيراً من هؤلاء الصحابة.

فإذا كان أبو بكر كافراً، وعمر كافراً، وعثمان كافراً، وعائشة كافرة، ومعاوية كافراً، فكيف نثق بقرآن نقله لنا هؤلاء الكفرة.

إذاً: تجد أن الشك سيتوارد إلينا؛ لأن هذا القرآن نقل إلينا من قبل أناس كفرة، ولذلك أصلوا هذا الفكر منذ أول ظهور المنهج، ولا زال يسير عليه أتباعه إلى زمننا هذا.

ثم وجدوا أن هناك أناس يقبلون على الدعاء بالرغم من أن هذا الكلام قد نشر بينهم، فأصدروا أمراً آخر، قالوا: إن من حفظ شيئاً من القرآن الكريم، فإنه سيفقد ما يعادله من مصحف فاطمة في قبره.

فهم يدعون أن هناك مصحفاً لـ فاطمة، وذلك عندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل جبريل عليه السلام يسليها ويحدثها كل يوم، وكان علي بن أبي طالب مختفياً وراء الجدار، ويكتب ما يقول جبريل لمدة ستة أشهر، وبعد أن ماتت فاطمة رضي الله تعالى عنها جمع علي هذا المصحف ونسقه ورتبه، وخرج بسبعة عشر ألف آية، ثم ذهب إلى أبي بكر وقال: هذا هو المصحف الحق، فنظر إليه أبو بكر وفتحه فوجد فيه: تبت يدا أبي بكر وتب، تبت يدا عمر وتب، فقال: لا حاجة لنا به فأعاده.

ثم جاء به إلى عمر فأعاده كذلك، بل الغريب لماذا لم يمزقه أبو بكر وعمر؟ وهذا فيه دلالة على كذب هؤلاء القوم، وفي النهاية قالوا: إن مصحف فاطمة أخذه المهدي المنتظر وأخفاه معه، وسيخرج في آخر الزمان.

وإذا سألت أتباع الشيعة: إن مصحف فاطمة هو المصحف الحقيقي، فلماذا لا نحفظه الآن؟ قالوا: ليس موجوداً.

يعني: يعيشون هكذا بدون مصحف، قالوا: لا، فإن الله سبحانه وتعالى رحمنا فأوكل للملائكة أن يحفظوا مصحف فاطمة في قبورنا، واقتنع الناس بهذه الفكرة.

بقيت القضية الثانية ألا وهي أن هؤلاء الأشخاص الذي اقتنعوا بهذا الأمر يريدون أن يبعدوا الناس عن مسألة حفظ القرآن، فقالوا: من مات جاءه الملك ليحفظه مصحف فاطمة، وإن من حفظ من القرآن شيئاً لا يوازي ما حفظه من مصحف فاطمة.

أي: أن الإنسان عندما يموت يأتيه الملك في قبره، فيقول له مثلاً: افتح سورة البقرة، وعدد صفحاتها خمسون صفحة، فيقول الملك: إذاً: نخصم عليك مائة وخمسين صفحة من مصحف فاطمة.

ولذلك لا تكاد تجد رافضياً يحفظ القرآن، أو يحفظ إلا أجزاء بسيطة جداً من القرآن الكريم.

فالرافضة أصلوا عند أتباعهم مسألة عدم حفظ القرآن، حتى لا يفقد ما يوازيه من مصحف فاطمة.

ولو أن إنساناً أراد أن يقرأ القرآن فإنهم قد أتوا بعقبات أخرى فقالوا: إن القرآن لا يمكن أن يحتج به إلا بقيم.

والقيم عندهم هو الإمام، والإمام المهدي المنتظر مختف لم يظهر، إذاً: القرآن ليس بحجة، لأن القيم غير موجود.

ثم جاءوا بقول آخر قالوا: إن الأئمة اختصوا بمعرفة القرآن فلا يسبقهم فيه أحد، فلا يمكن أن يعرف القرآن إلا بوجود الإمام، والإمام مختف، وبالتالي فالقرآن غير مفهوم بالنسبة لهم.

وقالوا: إن القرآن له معان ظاهرة وباطنة، فالمعاني الظاهرة تفهمها أنت، أما الباطنة فلا.

وبما أنك تفهم المعاني الظاهرة فقط فإنه يلتبس عليك الأمر، ولذلك تجدهم لا يقرءون القرآن.

فإن قيل: نراهم في الحرم يقرءون القرآن كثيراً؟

الجواب

خذ واحداً من هؤلاء الذين يقرءون القرآن، واعمل دراسة عليه، راقبه في الحرم وفي مكانه الذي يعيش فيه، فتجد أنه لا يقرأ القرآن أبداً إلا في الحرم، والسبب في قراءتهم للقرآن ليس تقديساً له، وإنما لأنهم يمارسون مبدأ التقية، التي هي في حد ذاتها عبادة، فهي دين آبائهم وأجدادهم، يقولون: من لا تقية له لا دين له، والتقية عندهم تسعة أعشار الدين، فيمارسون التقية عن طريق قراءة القرآن، وليس لذات القراءة، بل لممارسة هذا المنهج.

<<  <  ج: ص:  >  >>