للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[منهج الشيعة التعليمي]

الناحية التي تليها: مناهجهم في الجوانب التعليمية.

النقطة الأولى في هذا الموضوع: أن الشيعة يتلقون التعليم في المدارس الحكومية المعروفة، وهذه المدارس تدرس عقيدة السلف ومناهجهم، فلا يسكت عن الذين يدرسون مناهج السلف، بل إن هناك غسيل دماغ متتابع لهم، فمن أبرز أدوار الحسينيات أنها تجمع الصغار بعد العصر أو بعد المغرب وتجعلهم يتلقون علماً مخالفاً لما تلقوه في الصباح، فيكون هناك غسيل لما تُلقي في الصباح، وما يتلقونه في الصباح إنما هو لمجرد نيل الشهادة والوصول إلى الوظيفة، أما العلم الشرعي الذي يدينون الله به فهو ما يأخذونه من خلال ارتباطهم بمشايخهم في حسينياتهم، وبالرغم من جهود المحو التي تستخدم في المساء إلا أنهم لم يسكتوا على هذا الأمر، بل إنهم يطالبون بحد ومنع كل ما فيه بيان لمنهج الشيعة والتحذير منهم أو حتى فيه لمز لهم أو غير ذلك، ومثال ذلك: ما فعلوه عندما طالبوا بإلغاء كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان، وأُلغي عن المدارس الثانوية للطلاب، ومحاولاتهم المستميتة الآن في سبيل أن يُلغى هذا الكتاب على الطالبات، وهذا أمر بيّن، وربما سيُلغى نتيجة للضغط المستخدم من قبلهم.

كذلك من ضمن المناهج التعليمية لهم إقامة دورات علمية مركزة في حسينياتهم المعروفة، ومثال ذلك: ما أقاموه في رمضان السابق الماضي من دورة علمية استمرت مدة (٢٧ يوماً) متواصلة، تقام فيها لقاءات ومحاضرات وندوات في حسينية سيهات، وشارك فيها مجموعة من علمائهم وسادتهم وتجارهم وغير ذلك، وهي شاملة وعامة ومحتوية على تنظيم دقيق وعشاء وغير ذلك، ويترتب على ذلك بروز المنهج الشيعي عن طريق الطرح، من خلال المحاضرات الشرعية الدينية المعلنة، فقد أُعلنت في جداول ووزعت في سيهات وخارجها، وأعلنت في المحلات التجارية وفي كل مكان، المحاضرة الأولى في يوم كذا بعنوان (التربية في الإسلام) لـ محمد هادي الفضلي.

المحاضرة الثانية: (المرأة ودورها في بناء المجتمع) لفلان بن فلان وهكذا، وتعلن هذه المحاضرات ولا يحتاج لها ختم ولا إذن من مركز الدعوة ولا غير ذلك؛ لأنهم معفوون من ذلك وللأسف الشديد.

كذلك من ضمن مناهجهم التعليمية للشيعة: إقامة معارض الكتاب المتتابعة، فقد أقاموا عدة معارض للكتب، أقيمت هذه المعارض بطريقة لطيفة، وبطريقة محبوكة وهي: أنهم لا يعرضون في المعارض هذه الكتب الشرعية الحساسة للشيعة، وإنما عرضوا الكتب العامة التي تنفع للشيعة ولأهل السنة، أو الكتب التي ليس فيها ذم أو سب للصحابة أو طعن للقرآن أو للسنة وغير ذلك، فعندما تأتي الرقابة وتقول: أين الكتب التي تعرضونها؟ قالوا: هذه هي استعرضوها وإذا ليس فيها شيء، فيقال لهم: لا بأس أقيموا معرض الكتاب، فيقام معرض الكتاب، والهدف ليس هو بيع الكتاب وإنما الهدف أن يؤذن لهم بإقامة المعرض فأذن، ثم يقام المعرض الثاني، ثم الثالث، ثم يبدءون في إدخال الكتيبات شيئاً فشيئاً، وأنا زرت معرضاً من معارضهم، فنقّبت فيه فما وجدت فيه من الكتب التي تحتوي على لمز أو همز أو غير ذلك للصحابة إلا القليل مما غفلت عنه عين الرقيب، أما البقية فهي كتب عامة تخدم الشيعة بطريقة عمومية؛ وهذا منهج يسيرون عليه باستمرار، وهي الإقامة المتتابعة لمعارض الكتب.

كذلك من المناهج التعليمية للشيعة: المطالبة المستمرة بمنع التحدث عنهم من خلال المحاضرات والندوات والدراسات والكتيبات إلى آخر ذلك، ولو طلبت فتح كتاب فيه حديث عن الرافضة، فإن هذا الشيء ممنوع، مع العلم أن هذا من الدين ومن الشرع، ممنوع أن تتحدث عنهم وتتكلم عنهم، وهنا هم المستفيدون من هذا؛ لأنهم فيما بعد سيجدون أن عامة الناس قد قل فهمهم واستيعابهم للمناهج الرافضية وللدين الرافضي، وسيكون عند الناس بالمقابل دعاية مضادة أقامها الشيعة: أن الشيعة مسلمون ولا فرق بيننا وبينهم إلا في أشياء يسيرة جداً وفي الفروع، وبالتالي هم منا ونحن منهم، فيتأثر الناس بهم، ويترتب على ذلك أن كثيراً من الناس يغتر بهم، بل وقد سمعت أحد الكبار الذين يرأسون بعض الكليات الشرعية أو شبه الشرعية يصرح أنه لا فرق بيننا وبين الشيعة إلا في (٥%) وفي الفروع فقط؛ وهذه التصريحات نتيجة لجهل مركب يعيشه هذا الرجل، ونتيجة لعدم فقهه وفهمه لمناهج هؤلاء القوم.

من ضمن المناهج التعليمية لهم: نشر الكتب والنشرات والدعايات التي تبين للناس أننا مسلمون، وأننا دعاة حق وخير، وأننا وأهل السنة منهجنا واحد، وأن الفرق بيننا وبينهم كالفرق بين الحنابلة والأحناف، أو كالفرق بين المالكية والشافعية؛ فنحن أصحاب فقه مستقل كما أنكم أصحاب فقه مستقل، ويؤثرون على الناس نتيجة لذلك وينشرون ذلك، وهذا أمر قد لوحظ وشوهد، هذا ما سبق في مناهجهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>