للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إلى تكوين البعثات الدراسية التي ترسلها مصر سنوياً إلى الجامعات الأوربية، وأحدث هذه البعثات، وهي التي أرسلت عام ١٩٤٧م كانت تتكون تقريباً من ستين طالباً، لم يخصص واحد من بينهم للدراسات الفنية (١).

من هذا المثال وغيره، نرى أن الحركة الحديثة لم تتجه نحو الآمال ووسائل أدائها، بل اتجهت إلى الأشكال والأذواق والحاجات (٢).

وقد يحاول زعماء الحركة الحديثة أن يلصقوا أسباب عطلهم بالاستعمار، ولكن ذلك ليس إلا ضرباً من التعلل، إذ يقصدون بذلك الهرب من مسؤوليتهم الحقيقية. ولقد شاركهم في تعللهم أيضاً دعاة الحركة الإصلاحية؛ أولئك الذين لم يبحثوا مطلقاً عن الأسباب الداخلية لعجزهم، بل اكتفوا بإسناد التبعة إلى السلطة الأجنبية، فالتياران كلاهما لا يهتمان بعلاج نقائصه، بل لقد جهد في سبيل إخفائها عن الشعب (٣).


(١) أصبح اتجاه حكومة الجمهورية العربية المتحدة واضحاً في مواجهة أعباء التصنيع بإرسال البعثات الصناعية إلى مختلف بلدان أوربا الشرقية والغربية.
(٢) هذه الاتجاهات في العالم الإسلامي تنعكس طبيعياً في حياته الاقتصادية وفي علاقاته التجارية، ويكفينا أن نرجع إلى مجلة اقتصادية دولية لنتأكد مما نقول، وهاك مثلاً إشارتين نشرتهما مجلة Boom ( مجلة التجارة) في عددها الصادر في تشرين الثاني (نوفبر) ١٩٤٩ قالت: دولة إسائيل:
عرض: اسمنت- رخام- أميانت- حقائب.
طلب: حديد للصناعات والبناء، منتجات كيميائية وعلاجية، فلين.
الدول العربية (العراق- الأردن- الكو يت ... الخ).
عرض: لا شيء.
طلب: مجوهرات- ملابس- مساحيق- عطور- لعب- حلوى- فواكه محفوظة- حرير طبيعي- أقطان- حرير صناعي ... الخ.
(٣) استمر التطور في طريقه منذ كتابة هذه السطور، أعني منذ أربع سنوات تقريباً، وظهر اتجاه جديد في العالم الإسلامي، وخاصة في مصر، حيث أنشئت وزارة (للإرشاد)، عام ١٩٥٤.

<<  <   >  >>