للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شديد، فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير، وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكى حتى تبل دموعها خمارها. رواه البخاري (١)

أخرج ابن سعد، عن عمرو بن أبى سلمة عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: والله! لوددت أني كنت مدرة، والله! لوددت أن الله لم يخلقني شيئا قط.

وعن ابن أبى ملكية أن ابن عباس - رضي الله عنه - دخل علي عائشة قبل موتها، فأثني عليها، قال: أبشري زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... !!! ولم ينكح بكراً غيرك، ونزل عذرك من السماء، فدخل عليها ابن الزبير رضي الله عنه خلافه، فقالت: أثنى عليَّ عبد الله بن عباس ولم أكن أحب أن أسمع أحدا يُثنى عليَّ، لوددت أني كنت نسيا منسيا (٢).

وفي رواية الحاكم عن أبي ملكية قال جاء ابن عباس - رضي الله عنه - يستأذن علي عائشه (رضي الله عنها) في مرضها، فأبت أن تأذن له، فقال لها بنو أخيها: ائذني له، فإنه من خير ولدك، قالت: دعوني من تزكيته، فلم يزالوا بها حتى أذنت له، فلما دخل عليها، قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنك سميت أم المؤمنين لتسعدي، وإنه لأسمك قبل أن تولدي .. إنك كنت من أحب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب إلا طيبا، وما بينك وبين أن تلقى الأحبة إلا أن تفارق الروح الجسد ولقد سقطت قلادتك يوم الأبواء فجعل الله للمسلمين خيرة في ذلك فأنزل الله تبارك وتعالى آية التيمم، ونزلت فيك آيات من القرآن فليس مسجد من مساجد المسلمين، إلا تلي فيه عذرك، أناء الليل وأناء النهار، فقالت: دعني من تزكيتك لي يا ابن عباس، فوددت أني كنت نسيا منسيا " (٣).


(١) رياض الصالحين - كتاب المنثورات والملح - صـ٦٢٨ـ.
(٢) حياة الصحابة ٢/ ٦١٣.
(٣) الحاكم في المستدرك وقال صحيح ووافقه الذهبي ٤/ ٩.

<<  <   >  >>