للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله أولادها إذ حرمني أولاد النساء. (١)

وعن عائشة قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -، ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم تكن في الدنيا إلا خديجة فيقول: " إنها كانت، وكان لي منها الولد " متفق عليه. (٢)

وبهذا قد تحصلت على الخيرية، ففي الحديث عن على قال سمعت رسول

الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد " متفق عليه. (٣).

يقول د/ نعمان أبو الليل (٤):

لماذا فضلت خديجة (رضي الله عنها) علي عائشة (رضي الله عنها)؟ ... فرغم علم عائشة (رضي الله عنها) وفقهها، وكثرة روايتها للحديث، وخديجة (رضي الله عنها) لم ترو حديث واحد، وعائشة بنت الصديق أبو بكر، وخديجة لم يدرك أبيها الإسلام .. مع ذلك فالفرق واضح في تفضيل خديجة علي عائشة، وذلك لأن خديجة عاشت مع النبي في الفترة المكية التي كانت كلها مشاق وتعب وقلق واضطراب والنبي كل يوم يشتم ويضرب، ويتهم بالسحر .. والكذب .. والكهانة .. والشعر، ويؤذي في الله، وما يستطيع أن يعبد الله إلا سراً، فكانت تواسيه بمالها ونفسها، وتؤازره وتسانده وتثبته علي دعوته، فما أن يرجع إلي بيته، فلا يجد منها إلي صدر الأم الحنون٠


(١) المرجع السابق ١٢/ ٤٤.
(٢) المرجع السابق.
(٣) المرجع السابق.
(٤) إستاذ التفسير وعلوم القرآن بالجامعة الإسلامية ومن علماء التبليغ والدعوة بالأردن.

<<  <   >  >>