للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عظيم مما أدخلت على نفسك من الشفقة فى أمر الصلح، ورجوعهم بغير فتح، يا نبى الله! أخرج ولا تكلم أحداً، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك، فيحلقك - فجلى الله تعالى عن الناس بأم سلمة - فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضطبع بثوبه، فخرج فأخذ الحربة ويمم هديه وأهوى بالحربة إلى البدن رافعاً صوته: " بسم الله .. الله أكبر " ونحر، فتواثب المسلمون إلى الهدى، وازدحموا عليه ينحرونه، حتى كاد بعضهم يقع علي بعض، وأشرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه في الهدى، فنحر البدنه عن سبعة وكان هدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين بدنه.

وفى رواية ابن سعد: عن جابر ....... فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نحر البدن دخل قبة من أدم حمراء، ودعا بخراش بن أميه بن الفضل الكعبي فحلق رأسه ورمى شعره على شجرة كانت جنبه من سمرة خضراء، فجعل الناس يأخذون الشعر من فوق الشجرة فيتحاصونه (يتقاسمونه) وأخذت أم عمارة طاقات من شعره فكانت تغسلها للمريض وتسقيه فيبرأ، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً (١)

وفى كلامه - صلى الله عليه وسلم - لأم سلمة في توقف الناس عن امتثال أمره، جواز مشاورة المرأة الفاضلة، وفضل أم سلمة ووفور عقلها.

٢) بنت شعيب عليه السلام:

حيث أشارت إلي أبيها أن يستأجر موسى عليه السلام فقالت " استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين "


(١) سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ٥/ ٩٢.

<<  <   >  >>