للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غنى عنه ويهدده ثم يضربه على نحو الصلاة وغير ذلك: خير له من أن يتصدق بصاع؛ لأنه إذا أدبه صارت أفعاله من صدقاته الجارية، وصدقة الصاع ينقطع ثوابها، وهذا يدوم بدوام وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} (١)

فوقايتك نفسك وولدك منها أن تعظها وتزجرها بورودها النار وتقيم أودهم بأنواع التأديب فمن الأدب الموعظة والوعيد والتهديد والضرب والحبس والعطية والنوال والبر فتأديب النفس الذكية الكريمة غير تأديب النفس الكريهة اللئيمة. (٢)

على العادة نجد الأولاد يقلدون آباءهم فى الخير والشر، وفى ذلك يقول أحد الشعراء:

إذا كان رب البيت بالدف ضارب ... فشيمة أهل البيت الرقص

وقال أحدهم:

مشى الطاووس يوماً باعوجاج ... فقلد شكل مشيته بنوه

فقال: علام تختالون؟ قالوا ... بدأت به ونحن مقلدوه

فغير سيرك المعوج واعدل ... فإن عدلت فنحن معدلوه

أما تعرف أبانا كل فرع ... يجارى في الخطى من أدبوه

وينشأ ناشئ الفتيان ... على ما كان عوده أبوه

وتبدأ التربية منذ نعومة الأظفار، فإذا كبر الطفل يفلت الزمام، وفي ذلك يقول أحدهم:


(١) سورة التحريم – الآية ٦.
(٢) فيض القدير (٥/ ٢٥٧).

<<  <   >  >>