للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَانْتَشِرُواْ وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النّبِيّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ اللهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوَاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللهِ عَظِيماً} (١)

وهى إحدى الموافقات الثلاث التي نزل القرآن الكريم فيها موافقا لرأى عمر رضي الله عنه، فعن عائشة رضي الله عنها أن أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع وهو صعيد أفيح وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - احجب نساءك؛ فلم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل، فخرجت سوده بنت زمعة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة، حرصا على أن ينزل الحجاب، قالت عائشة: فأنزل الله عز وجل الحجاب. رواه مسلم. (٢)

٦) - أسباب نزولها:

عن أنس وابن عمر رضي الله عنهما، أن عمر - رضي الله عنه - قال: وافقت ربي في ثلاث ‘ قلت: يا رسول الله! لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلي ‘ فنزلت: " {وَاتّخِذُواْ مِن مّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى} (٣) " وقلت: يا رسول الله! يدخل علي نساءك البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب، واجتمع


(١) سورة الأحزاب – الآية ٥٣.
(٢) صحيح مسلم - شرح النووي ١٤/ ١٥٢.
(٣) سوره البقرة – الآية ١٢٥.

<<  <   >  >>