للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جرعة من لبنها، ولم يمص مصة، إلا كان لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة، فإذا أسهرها ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة. (١)

موت فى طاعة

خير من حياة فى معصية الله - عز وجل -

قال أحد التجار: كنت في ذات ليله في منزلي .. فقرع عليَّ الباب، قارع، وإذا أنا بشابة جميلة، تخجل البدر، وكأنها الشمس في وسط النهار، فشكت إلىَّ جوعها، فحادثتها ثم راودتها عن نفسها، فقالت: الموت ولا معصية ربي، ثم رجعت من حيث أتت، وبعد أيام، عادت وتوسلت إليًّ فقلت كما قالت أولا، فبكت ثم دخلت البيت وأشرفت علي الهلاك، ثم قالت: تطعمني لوجه الله، قلت: لا، إلا أن تمكنيني من نفسك، قالت: الموت خير من عذاب الله، فسمعتها تقول وهي منصرفة:

أيا واحدا شمل إحسانه الخلقا ... بسمعك ما أشكو بعينك ما ألقى

لقد صدمتني شدة وخصاصة ... ونازلني ما بعضه يمنع النطقا

كأني ظمآن ترى الماء عينه ... فلا قلة تروي ولا شربة تسقي


(١) رواه الطبراني في الأوسط.

<<  <   >  >>