للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فما كان من عائشة (رضي الله عنها) بعد أن سمعت من قول زينب فيها إلا أن ترد لها الجميل وتشهد لها بحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لها ومكانتها عنده، فتقول: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - .. بل كررت هذه الشهادة وهي تروي لنا قصة اجتماع نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألنه العدل في ابنة أبي قحافة، لأن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون مرضاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت جحش زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي كانت تساميني في المنزلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقي لله، وأصدق حديثا وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب به إلى الله تعالى، ماعدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة ..... الخ الحديث. متفق عليه. . (١)

- ورع المرأة الدمشقية:

روى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: باعت امرأة (طشت)، في سوق الصفر (النحاس) بدمشق فوجده المشتري ذهبا فقال لها: أما إني لم أشتره إلا علي أنه صفر (نحاس) وهو ذهب فهو لك: فقالت: ما ورثناه إلا علي أنه صفر (نحاس)، فإن كان ذهبا فهو لك، فاختصما إلى الوليد بن عبد الملك، فأحضر رجاء بن حيوة، فقال: انظر فيما بينهما .. فعرضه رجاء علي المرأة، فأبت أن تقبله، فقال: يا أمير المؤمنين! أعطها ثمنه واطرحه في بيت المسلمين .. هذه القصة دليل علي ورع المرأة وتقواها


(١) انظر صحيح مسلم شرح النووي _ باب فضائل أم المؤمنين عائشة ١٥/ ٢٠٥.

<<  <   >  >>