للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسمعت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((فرق ما بيننا وبين أهل الكتاب العمائمُ على القلانس)) (١).

وقال الترمذي: غريبٌ، وليس إسناده بالقائم (٢).

وروى أبو داود في "مراسيله" عن سعيد بن جبير قال: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالبَطحاء، فأتى عليه يزيد بن ركانة - أو ركانة بن يزيد - ومعه أعنزٌ له، فقال له: يا محمد، هل لك أن تصارعني؟ قال: ((ما تسبقني؟)) قال: شاة من غنمي، فصارعه فصرعه، فأخذ شاة، فقال ركانة: هل لك في العود؟ ففعل ذلك مرارًا، فقال: يا محمد، والله ما وضع جنبي أحدٌ إلى الأرض، وما أنت بالذي تصرعني؛ يعني: فأسلم، فردَّ عليه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - غنمَه (٣).

إسناده صحيح إلى سعيد بن جبير لكنَّه لم يُدرِك ركانة ولا يضرُّه؛ لأنَّه جاء موصولاً من طريقٍ أخرى، فقد رواه أبو بكرٍ الشافعي، وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مطولاً (٤)، ورواه أبو نعيم [في "معرفة


(١) أخرجه أبو داود (٤٠٧٨)، والترمذي (١٧٨٤)، وأبو يعلى (٣/ ٥ رقم ١٤١٢)، والطبراني في "الكبير" (٥/ ٧١ رقم ٤٦١٤)، والبيهقي في "الشعب" (٥/ ١٧٥ رقم ٦٢٥٨)، والحاكم في "المستدرك" (٥٩٠٣)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ٨٢ رقم ٢٢١)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (١/ ٣٧٤) من طريق أبي الحسن العسقلاني عن أبي جعفرٍ محمد بن علي بن ركانة عن أبيه، وقال البخاري: محمد بن ركانة القرشي إسناده مجهول لا يعرف سماع بعضه من بعض، وقال الترمذي: هذا حديثٌ إسناده ليس بالقائم، ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني، ولا ابن ركانة.
(٢) "تلخيص الحبير"؛ لابن حجر (٤/ ٢٩٩) ط مؤسسة قرطبة.
(٣) أخرجه أبو داود في "المراسيل" (١/ ٢٣٥)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٦/ ٢٥٠) وقال الحافظ ابن حجر: إسناده صحيحٌ إلى سعيد بن جبير.
(٤) أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (٤/ ٢٨) من طريق حسين بن حسن الأزدي قال: ثنا محمد بن حبيب، عن هشام - يعني: ابن الكلبي - عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عرَض على ركانة بن عبديزيد بن هاشم بن المطلب بن عبدمناف الإسلام، ودعاه إلى الله - تعالى - وكان ركانة من أشد العرب، لم يصرعه أحدٌ قط، فقال: لا يسلم حتى تدعو شجرة فتُقبِل إليك، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لشجرةٍ وهو بظهر مكة: ((أقبلي بإذن الله - عزَّ وجلَّ)) وكانت طلحة أو سمرة قال: فأقبلت ورُكانة يقول: ما رأيت كاليوم سحرًا أعظم من هذا، مُرْها فلترجع، فقال لها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ارجعي بإذن الله - تعالى)) فرجعت، فقال له رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أسلم)) قال: لا والله حتى تدعو نصفَها فيُقبِل إليك، ويَبقى نصفها في موضعه، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لنصفها: ((أقبل بإذن الله - تعالى)) فأقبل وركانة يقول: ما رأيت كاليوم سحرًا أعظم من هذا، مُرْها فلترجع، فقال لها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ارجعي بإذن الله - عزَّ وجلَّ)) فرجعت، فقال له رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أسلم))، فقال له ركانة: لا حتى تصارعني؛ فإنْ صرعتني أسلمت، وإنْ صرعتك كففت عن هذا المنطق قال: فصارعه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فصرعه، وأسلم رُكانة - رضِي الله عنه - بعد ذلك.

<<  <   >  >>