للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول فى مدلول النسخ]

يطلق لفظ النسخ فى لغة العرب على معنيين اثنين هما:

١ - إبطال الشيء وإعدامه وإزالته (١)، يقال: نسخت الريح أثر القدم أى أزالته، ومنه قوله تعالى: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ (٢).

٢ - نقل الشيء وتحويل مع بقائه فى نفسه (٣)، ومنه تناسخ المواريث بانتقالها من قوم إلى قوم، ومنه نسخ الكتاب لما فيه من مشابهة النقل، وإليه الإشارة بقوله تعالى: إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤) والمراد به نقل الأعمال إلى الصحف ومن الصحف إلى غيرها.

وقد اختلف العلماء فى تعيين المعنى الذى وضع له اللفظ:

فقيل: إن لفظ النسخ وضع لكل من المعنيين على سبيل الحقيقة وضعا أوليّا، فهو مشترك لفظى بينهما حيث إن اللفظ قد استعمل فى كل منها، والأصل فى الاستعمال الحقيقة وهذا القول لأبى حامد الغزالى رضى الله عنه (٥).


(١) لسان العرب ٥/ ٤٤٠٧.
(٢) سورة الحج الآية: ٥٢.
(٣) لسان العرب ٥/ ٤٤٠٧.
(٤) سورة الجاثية الآية: ٢٩.
(٥) المستصفى ١/ ١٠٧، والابهاج ٢/ ١٤٥.

<<  <   >  >>