للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السادس فى الغاية من البحث فى القرآن]

لا يختلف اثنان فى أن الله عز وجل أنزل القرآن لهداية الناس وإرشادهم، قال تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (١) وقال سبحانه: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (٢) وإنما يتحقق هذا الغرض بإصلاح قلوب الناس وعقولهم بالعقيدة الصحيحة، والأخلاق الفاضلة، ومن ثم فكل بحث فى القرآن يقصد من ورائه الوصول إلى هذه الغاية، فهو بحث سديد. أما البحث لغير ذلك فلا يقوم على استحسانه دليل شرعى ومن الأدلة على هذا ما يلى:

١ - سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهلال: لم يبدو فى أول الشهر دقيقا كالخيط ثم يمتلئ حتى يصير بدرا ثم يعود إلى حالته الأولى؟ والقرآن حين نزل بالإجابة نأى (٣) عما قصدوه إلى ما يتعلق به صلاح العمل وصحة العبادة، وجعل الاهتمام بغير هذا فقال سبحانه:

يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ (٤)


(١) سورة البقرة الآية: ٢.
(٢) سورة ص الآية: ٢٩.
(٣) النأى البعد يقال نأى ينأى يعنى بعد- لسان العرب ٥/ ٤٣١٤
(٤) سورة البقرة الآية: ١٨٩.

<<  <   >  >>